تجمع آلاف المتظاهرين، مساء السبت، في شوارع تل أبيب، وتحديداً في “ساحة الرهائن”، في تظاهرة ضخمة تهدف إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وردد المتظاهرون شعارات مثل: “الشعب يختار الرهائن”، مما يعكس الضغط المتزايد على الحكومة الإسرائيلية للتركيز على إعادة الرهائن بدلاً من استمرار العمليات العسكرية

من نفس التصنيف: اختلافات جينية تفسر أسباب إصابة النساء الأفريقيات والآسيويات بسرطان الثدي
الاتفاق هو النصر الحقيقي
أصدر منتدى العائلات، وهو الكيان الذي يمثل أسر الرهائن لدى حماس، بياناً أكد فيه:
“وحده اتفاق شامل يعيد أبناءنا هو الانتصار الحقيقي”، وقد تكرر هذا الموقف في كلمات المتحدثين أمام الحشود الذين عبروا عن غضبهم المتزايد من استمرار الحرب وتداعياتها، خاصة مع ارتفاع عدد القتلى من الجنود ونقص المعلومات حول مصير الرهائن
مقال مقترح: ماكرون يدعو أوروبا لتبني موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل ويؤكد على ضرورة الاعتراف بفلسطين
“لا ترسلوا مزيداً من الجنود.. أوقفوا الحرب”
طالبت نوعام كاتس، ابنة الرهينة الراحل ليور كاتس، بوقف فوري للحرب، مشددة على أن إعادة الرهائن لا يجب أن تكون على حساب حياة الجنود، حيث قالت أمام المتظاهرين:” لا ترسلوا مزيداً من الجنود الذين يخاطرون بحياتهم من أجل إعادة آبائنا، أعيدوهم عبر اتفاق، أوقفوا الحرب”، في رسالة واضحة إلى قادة الجيش والحكومة
مطالبات باتفاق شامل لا يستثني أحداً
من جانبه، شدد تال كوبرشتاين، والد بار كوبرشتاين، البالغ 21 عاماً والمختطف منذ أكتوبر، على ضرورة إتمام صفقة شاملة لإعادة جميع الرهائن، قائلاً:
“أطلب من رئيس الوزراء قبول اتفاق يعيد الـ55 رهينة فوراً، دون تأجيل أو مساومات”
في السياق ذاته، توجه عوفير إنغريست، شقيق الجندي ماتان إنغريست، برسالة مباشرة إلى بنيامين نتنياهو، قائلاً:
“الانتصار الوحيد هو عودة جنودنا وهم يلفهم علم إسرائيل الأزرق والأبيض، لا نريد اتفاقات انتقائية أو مجتزأة”
واقع عسكري ضاغط.. ونقص في الجنود
مع استمرار الضغط الشعبي، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل أربعة جنود في عمليات داخل غزة، مشيراً إلى وجود نقص في القوى البشرية يقدر بنحو عشرة آلاف جندي لتلبية احتياجات العمليات داخل القطاع المحاصر، مما يزيد من التعقيد الأمني والسياسي.
مفاوضات متعثرة والرهائن في دائرة الخطر
رغم الوساطات المكثفة من مصر وقطر والولايات المتحدة، لا تزال المفاوضات بين إسرائيل وحماس متوقفة، مع غياب مؤشرات حقيقية على التوصل إلى اتفاق قريب، حيث تؤكد إسرائيل أن من أصل 251 شخصاً اختطفوا في أكتوبر، لا يزال 55 رهينة داخل غزة، بينهم 31 على الأقل تؤكد السلطات أنهم فارقوا الحياة، مما يزيد من حالة التوتر والضغط على الحكومة الإسرائيلية.
أزمة مستمرة وغضب شعبي يتصاعد
كشفت تظاهرة السبت في تل أبيب عن تحول حاد في المزاج الشعبي الإسرائيلي، الذي أصبح يرى في استمرار الحرب تهديداً للرهائن ولأمن الجنود على حد سواء، بينما تعجز الحكومة عن تحقيق أهداف واضحة، يتزايد الطلب على اتفاق سياسي يعيد الرهائن وينهي الحرب التي تدخل شهرها العشرين دون أفق للحل.