يعاني الكثير من أهالي مركز نقادة غرب محافظة قنا من تدهور الوضع الصحي في المنطقة، ومنذ عام 2018 تم إخلاء مستشفى نقادة المركزي ونقله إلى مبنى مستشفى تكامل صغيرة في قرية طوخ، وذلك بعد صدور 20 قرار إزالة لمباني المستشفى، وتم تخصيص مبلغ مليون و500 ألف جنيه لإجراء المجسات والرسومات الهندسية.

ممكن يعجبك: وزيرة التضامن تكرم السفيرة هيفاء أبو غزالة تقديرًا لجهودها المميزة
لكن، فوجئ الجميع بإلغاء هذه القرارات بعد عامين، واعتماد مبلغ 2 مليون جنيه لإعادة المجسات والرسومات الهندسية مرة أخرى، لتتوافق مع مواصفات مستشفيات التأمين الصحي الشامل، وتم تخصيص مبلغ 700 مليون جنيه لبناء المستشفى.
سحب الاعتماد المالي للمستشفى
عبر أهالي قنا عن استيائهم، قائلين: “لكن لأسباب غير منطقية تم سحب هذا الاعتماد وتحويل مبلغ 700 مليون جنيه لمستشفيات دشنا ونجع حمادي وأبو تشت”، لتبدأ بعدها قصة جديدة، كان أولها أن مساحة مستشفى نقادة الحالية غير كافية لمواصفات مستشفيات التأمين الصحي الشامل، لذا قيل للمواطنين أنه تم تخصيص أرض في المنطقة الصحراوية للبناء عليها وتحويل المبنى القديم داخل المدينة إلى مبنى رعاية الأسرة، وبعد عدة أشهر ولأسباب غير معروفة تم العدول عن تلك الفكرة والموافقة على إزالة المبنى القديم وبناء المستشفى على أرضه التي تم اعتبارها سابقاً غير مطابقة، وتم تكليف الأبنية التعليمية بعملية الإزالة والبناء، وبدأت الإجراءات بالفعل، لكن الأمر توقف مرة أخرى لنعود إلى نقطة الصفر بعد سبع سنوات من المعاناة، حيث تم تشكيل لجنة هندسية جديدة.
وأضاف الأهالي: “كانت قرارات الإزالة السابقة قد ألغيت والتي تم إخلاء المستشفى بسببها عام 2018، وقالت اللجنة الجديدة أن المستشفى ليست بحاجة إلى الإزالة بل تحتاج إلى الترميم فقط، وبعد ذلك وقع محافظ قنا بروتوكولاً مع هيئة تنمية الصعيد لترميم المستشفى بمبلغ 20 مليون جنيه.”
شوف كمان: إزالة ثلاث حالات تعدٍ على الأرض الزراعية بمساحة 570 متراً مع صور
قرار إخلاء الوحدة الصحية في 2011
وفي عام 2011، تم إخلاء الوحدة الصحية بقرية حاجر دنفيق التي تبعد 10 كيلو متر عن المدينة في الظهير الصحراوي ونقلها إلى شقة في منزل سكني، وتمت إزالتها بالكامل بعد عدة سنوات وتم حفرها لبدء البناء منذ أربع سنوات، وفجأة توقف الأمر وظلت كما هي حتى الآن، بالإضافة إلى سبع وحدات صحية أخرى منتشرة في المركز تعاني من نقص الرعاية الصحية التي يرجوها الأهالي.
وتابع الأهالي: “الوضع الصحي الحالي يقتصر على مستشفى نقادة بطوخ التي تقدم خطابات تحويل فقط إلى مستشفى قنا العام الذي يبعد 50 كيلو عن قرى الجنوب، لعدم وجود أجهزة أشعة بالمستشفى سوى جهاز أشعة قديم من الثمانينات أو بداية التسعينات، فضلاً عن تلف العديد من الأجهزة الطبية المعاونة، وكذلك نقص الأدوية والمستلزمات، حيث يقوم المواطن بشراء كافة المستلزمات والأدوية من الصيدليات الخاصة.”
وفاة طفل العقرب
وتسبب تدهور الأحوال الصحية في العديد من الوفيات خلال الفترة الأخيرة، وآخرهم الطفل سيف عادل حميد صاحب الـ11 عاماً الذي توفي بسبب بعد مسافة المستشفى عن سكنه بقرية حاجر دنفيق حوالي 18 كيلو متر، وكذلك تأخر إجراءات المستشفى لدى وصوله حتى حصل على المصل، ويبلغ تعداد سكان مركز نقادة حوالي 350 ألف نسمة، والمستشفى القديمة تم تصميمها لعلاج 10 آلاف شخص فقط منذ الاحتلال الإنجليزي، ولم يتم ترقيتها لتصل للمرحلة (أ) لذا لا يوجد بها جهاز أشعة مقطعية ولا جهاز رنين مغناطيسي، ولا يوجد فيها سرير واحد للرعاية المركزة.
استغاثة الأهالي برئيس الوزراء
وطالب الأهالي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، بحقهم في الخدمة الطبية في مركز نقادة وأن يكونوا ضمن الجمهورية الجديدة ونظام التأمين الصحي الشامل، قائلين: “من حقنا نتعالج، واللي يتعب يلاقي مكان يليق به لتلقي العلاج”.
وطالب الأهالي بتشكيل لجنة من وزارة الصحة بالقاهرة لفحص الوضع الصحي بمركز نقادة ومراجعة ملف مستشفى نقادة المركزي ومحاسبة المقصرين والمسؤولين عن إهدار وسرقة المال العام، وكذلك أسباب توقف بناء الوحدة الصحية بحاجر دنفيق.
كما طالب الأهالي ببناء مستشفى نقادة في أسرع وقت بمواصفات التأمين الصحي الشامل في مكانها الحالي ووقف قرار ترميمه، علماً بأنه توجد أرض خلف وجنوب المبنى الحالي يمكن ضمها، وذلك تطبيقاً لمبدأ المساواة الذي نصت عليه المادة 53 من الدستور.