أصدرت محكمة أمريكية أمرًا قضائيًا يمنع نشر القوات المسلحة في مدينة لوس أنجلوس، رغم قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بإرسال وحدات عسكرية إلى المدينة، وذلك في ظل تصاعد الاحتجاجات المناهضة لحملة استهدفت المهاجرين.

ممكن يعجبك: زاهي حواس: الأهرامات مصرية وبودكاست روجان يشوه التاريخ
وقد جاء هذا القرار بعد دعوى تقدمت بها سلطات ولاية كاليفورنيا، التي طالبت فيها بمنع نشر القوات في الشوارع، معتبرةً أن هذا الإجراء يتجاوز صلاحيات الرئيس ويمثل تهديدًا مباشرًا للنظام الديمقراطي.
ممكن يعجبك: ترامب يعبر عن استيائه الشديد من بوتين ويعبر عن عدم فهمه لتصرفاته
نيوسوم: “ترامب يتصرف كطاغية”
وشن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، هجومًا لاذعًا على الرئيس السابق، مؤكدًا أن إرسال عناصر متمرسة في القتال الحربي إلى شوارعنا يعد أمرًا غير مسبوق ويهدد جوهر ديمقراطيتنا، وأضاف في تصريح رسمي أن ترامب لا يتصرف كرئيس منتخب بل كطاغية يفرض سطوته بالقوة، ودعا القضاء إلى تعطيل هذه الممارسات غير القانونية على الفور.
ترامب يصعّد ويبرر
في المقابل، دافع دونالد ترامب عن قراره، مؤكدًا أن إرسال 2000 جندي من الحرس الوطني و700 عنصر من مشاة البحرية هو إجراء ضروري لضبط الأمن وحماية المواطنين والممتلكات العامة، وبرر قراره بأن الاحتجاجات خرجت عن السيطرة وتحولت إلى أعمال شغب تستدعي تدخلًا حاسمًا، بينما اعتبرت مسؤولو الولاية أن هذا التبرير يعد ذريعة لتوسيع النفوذ الفيدرالي على حساب السلطات المحلية.
انقسام سياسي حاد
ولم يكن الموقف بين البيت الأبيض السابق وحكومة ولاية كاليفورنيا مقتصرًا على الرئيس ونيوسوم فحسب، بل امتد إلى الكونغرس، حيث دافع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن موقف ترامب، وفي تصريح مثير للجدل، قال جونسون ردًا على سؤال حول ما إذا كان الحاكم نيوسوم يجب أن يواجه عواقب قانونية مثل الاعتقال: “هذا ليس من اختصاصي”، مما أثار ردود فعل حادة في الأوساط القانونية والسياسية
جذور الأزمة: احتجاجات ضد حملة على المهاجرين
واندلعت الاحتجاجات في لوس أنجلوس عقب حملة فيدرالية واسعة استهدفت المهاجرين غير النظاميين، مما أشعل موجة من الغضب الشعبي، وخرج آلاف إلى الشوارع مطالبين بوقف الممارسات التعسفية ضد المهاجرين، وردًا على ذلك، لجأت السلطات الفيدرالية بقيادة ترامب إلى تشديد القبضة الأمنية، بينما اعتبرت حكومة الولاية أن التعامل مع المظاهرات لا يستدعي عسكرة المدينة.
معركة صلاحيات أم معركة هوية؟
وباتت القضية تتجاوز مسألة نشر القوات إلى صراع أعمق حول صلاحيات الحكومة الفيدرالية مقابل حكومات الولايات، مما يعيد إلى الواجهة أسئلة حول شكل الديمقراطية الأمريكية وحدود تدخل الرئيس في الأزمات الداخلية، ويبقى القرار القضائي خطوة أولى نحو احتواء الأزمة، لكنه لا يبدد التوتر القائم بين البيت الأبيض السابق وسلطات كاليفورنيا، في مشهد يعكس الانقسام المتجذر في السياسة الأمريكية.