في خضم التكهنات المتزايدة، بدأت الأمور تأخذ منحى جديدًا أمس، مع توقعات بأن الحرب الكبرى قد تكون على أعتاب الشرق الأوسط، حيث أشار مصدر إيراني مطّلع إلى أن الولايات المتحدة، تحت تأثير اللوبي الصهيوني، تسعى لتضخيم حالة التأهب في قواعدها العسكرية وممثلياتها الدبلوماسية المنتشرة في منطقة الخليج، وذلك بهدف خلق ضغوط على إيران ودفعها لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية والقبول بالمقترح الأمريكي الأخير.

مقال مقترح: روسيا تستعيد الكهرباء لـ700 ألف شخص في المناطق المحتلة بعد الضربات الأوكرانية
لا مؤشرات فعلية على التصعيد
وأكد المصدر أنه لا توجد أي مؤشرات فعلية تدل على نية الولايات المتحدة التصعيد العسكري مع إيران في الوقت الحالي، ما دامت المباحثات مستمرة وأرضية التفاهم لا تزال قائمة.
كما أشار المصدر إلى أن هناك محاولات منذ فترة لجرّ واشنطن نحو مواجهة مباشرة مع طهران، لكن هذا الخيار يبدو غير مطروح حاليًا في ظل تمسك الطرفين بخيار الدبلوماسية.
وأضاف المصدر أن إيران، من منطلق سيادتها، لن تتنازل تحت أي ظرف عن حقها المشروع في تخصيب اليورانيوم، لكنها ليست ضد مناقشة بعض المقترحات ضمن إطار تفاوض متكافئ.
مواضيع مشابهة: جيش الاحتلال يكمل غاراته الجوية على أهداف في إيران
وأشار إلى أن أي اعتداء إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيُواجَه برد فعل مضاد فوري وغير مسبوق من طهران، مما سيغير قواعد الاشتباك في المنطقة.
وجاء هذا التصريح بعد أن قامت الولايات المتحدة بتقليص بعثتها الدبلوماسية في العراق، وسمحت لأسر جنودها في المنطقة بالسفر، في إطار ما وصفته بالإجراءات الاحترازية المستندة إلى تطورات الوضع في المنطقة.
تتزامن هذه التطورات مع استمرار المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وفرضها سلسلة من العقوبات القصوى على إيران.
من جانبها، تسعى إسرائيل إلى تقويض أي تفاهم محتمل بين واشنطن وطهران، مدفوعة بمخاوفها من تعاظم القدرات النووية الإيرانية، حيث لوّح مسؤولون إسرائيليون مرارًا بخيارات عسكرية أحادية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بينما حذر الرئيس الأمريكي من الإقدام على تلك الخطوة طالما أن المفاوضات الأمريكية – النووية لم تتعثر.
لكن الرئيس الأمريكي نفسه لوّح بالخيار العسكري في حال فشلت المفاوضات، معبرًا عن انعدام أمله مؤخرًا في الوصول إلى اتفاق مع طهران، لا سيما أنه يسعى لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، وهو ما تعتبره طهران خطًا أحمر بالنسبة لها.