بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، هل يصل سعر النفط إلى 100 دولار؟

في تصعيد مفاجئ وخطير، شنت إسرائيل فجر الجمعة ضربات جوية على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، حيث أكدت أنها استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية.

بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، هل يصل سعر النفط إلى 100 دولار؟
بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، هل يصل سعر النفط إلى 100 دولار؟

بينما لم تعلن طهران حتى الآن عن طبيعة الرد، كانت الأسواق العالمية أسرع في التفاعل مع الحدث، إذ قفزت أسعار النفط بنسبة تجاوزت 7% خلال الساعات الأولى من التداول، وسط مخاوف من اتساع رقعة التصعيد العسكري في واحدة من أكثر المناطق حساسية في سوق الطاقة العالمية.

 

أسعار النفط تقفز مع أولى تداعيات الضربة

شهدت أسعار النفط قفزة حادة في أعقاب الهجوم.

ارتفع خام برنت إلى نحو 74 دولارًا للبرميل.

وصعد خام تكساس الوسيط الأمريكي إلى 73 دولارًا.

الارتفاع تجاوز 6%، وهو الأعلى منذ شهور، مدفوعًا بمخاوف من تهديد إمدادات النفط في منطقة الخليج، خاصة مع إمكانية تأثر حركة الملاحة في مضيق هرمز، الذي تمر عبره حوالي 20% من تجارة النفط العالمية.

 

ردود فعل دولية وتحولات في الأسواق

مع انتشار أنباء الضربة، تراجعت مؤشرات البورصة في الولايات المتحدة وأوروبا، بينما اتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، الذي سجل ارتفاعًا بنسبة 1%، وسط ترقب لرد إيراني محتمل.

وقالت الإدارة الأمريكية إنها لم تشارك في الهجوم، لكنها رفعت درجة التأهب لقواعدها في الشرق الأوسط، بينما دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس وتفادي التصعيد.

 

سيناريوهات محتملة لتأثير الضربة على أسعار النفط

 

تصعيد محدود قد يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الأسعار ثم عودة تدريجية للاستقرار، بينما رد إيراني مباشر على منشآت نفطية أو الملاحة قد يرفع الأسعار بشكل كبير، ليتجاوز 100 دولار للبرميل، في حين أن إغلاق مضيق هرمز مؤقتًا أو جزئيًا قد يسبب صدمة نفطية عالمية، واحتمال وصول الأسعار إلى 120–130 دولارًا، أما تدخل دولي للتهدئة فقد يساعد في احتواء المخاطر وانخفاض تدريجي للأسعار.

 

التأثير المحتمل على مصر

رغم أن مصر ليست من كبار منتجي النفط، فإنها تعتمد بشكل كبير على استيراد الوقود، مما يجعلها عرضة للتأثر بأي صدمات سعرية في السوق العالمية، وتشمل التأثيرات المحتملة:

زيادة تكلفة دعم الوقود في الموازنة العامة.

ارتفاع أسعار السلع والخدمات نتيجة زيادة تكاليف النقل والتصنيع.

ضغط إضافي على احتياطي النقد الأجنبي حال استمرار الأزمة لفترة طويلة.

 

يعيد الهجوم الإسرائيلي على إيران رسم خريطة المخاطر في سوق الطاقة، ويعيد إلى الأذهان أزمات نفطية سابقة مثل غزو الكويت أو حرب العراق، وإذا تصاعد الموقف نحو مواجهة عسكرية أوسع، قد تجد الأسواق نفسها أمام واحدة من أكبر أزمات الطاقة منذ عقود.

حتى الآن، تتحرك الأسواق بناءً على التوقعات والقلق، لكن المؤشر الحقيقي سيكون في رد إيران، سواء عبر التصعيد العسكري أو عبر ورقة مضيق هرمز، وفي كلتا الحالتين، تبدو أسعار النفط مقبلة على فترة من التذبذب وربما القفزات المتتالية.