تواصل بعثة الحج المصرية جهودها في تفويج حجاج بيت الله الحرام إلى وطنهم بعد إتمام مناسك الحج، حيث تسير العملية وسط تنظيم دقيق وإجراءات ميسرة تضمن عودتهم بأمان وسلاسة، دون أي معوقات أو تأخير، وقد بدأت عملية التفويج وفق خطة محكمة تنفذها وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات المعنية، مما يعكس مستوى الاحترافية والحرص على راحة الحجاج حتى اللحظة الأخيرة من رحلتهم المباركة.

من نفس التصنيف: قبل امتحانات الثانوية العامة، اكتشف الرابط المباشر للحصول على رقم جلوسك
وأكد مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية ورئيس بعثة الحج المصرية أن أعمال التفويج تسير بانضباط تام، مع متابعة لحظية من ضباط البعثة الذين يشرفون بشكل مباشر على تنقل الحجاج من مقار إقامتهم إلى المطارات، لضمان انسيابية الحركة وتجنب أي ازدحام أو تأخير.
وأشار إلى أن الحجاج يُنقلون عبر أتوبيسات حديثة ومكيفة تم تجهيزها مسبقًا بالتنسيق مع الجهات السعودية المختصة، مؤكدًا وجود عناصر من ضباط البعثة على متن الحافلات لمرافقة الحجاج وتنظيم عملية تحميل الحقائب والتأكد من سلامة وصولها معهم، مما يضمن توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة.
وعبر عدد من الحجاج المصريين عن امتنانهم العميق وسعادتهم الغامرة بإتمام مناسك الحج، مؤكدين أن البعثة قدمت لهم رعاية إنسانية وتنظيمية متميزة، خاصة مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لمسوا اهتمامًا دائمًا ومرافقة مستمرة طوال فترة أداء الشعائر.
وأشاد الحجاج بجهود الدولة المصرية ممثلة في وزارة الداخلية، وعلى رأسها اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، في تقديم كافة التسهيلات والرعاية منذ لحظة السفر وحتى العودة، معتبرين أن موسم الحج هذا العام كان نموذجًا للتنظيم والانضباط والرعاية الشاملة.
ومن الجدير بالذكر أن بعثة حج الجمعيات الأهلية نظمت زيارات لحجاجها إلى الروضة الشريفة بالمسجد النبوي، حيث تم اصطحاب الحجاج من فنادقهم إلى منطقة التجمع المخصصة داخل الحرم، تمهيدًا للدخول إلى الروضة وفق جدول منظم.
وحرص المشرفون والمشرفات على مرافقة الحجاج خطوة بخطوة، في مشهد يعكس اهتمامًا بالغًا من البعثة بتيسير رحلة الزيارة وضمان دخول هادئ ومنظم إلى هذا المكان المبارك.
وتولى المشرفات مرافقة السيدات داخل الروضة الشريفة، فيما اصطحب المشرفون الرجال الحجاج من الرجال، وظلوا إلى جوارهم طوال فترة الزيارة.
ولم تغفل البعثة عن الاهتمام بكبار السن وذوي الإعاقة، حيث حرص المشرفون والمشرفات على الاستفادة من التيسيرات الحديثة التي وفّرتها السلطات السعودية لخدمة زوار المسجد النبوي، عبر تيسير استقلال عربات (الجولف كار) المخصصة لنقل كبار السن داخل الحرم النبوي، وصولًا إلى أقرب نقطة لدخول الروضة الشريفة، في راحة وأمان كاملين.
شوف كمان: وزير الاتصالات يؤكد أن شركات المحمول استثمرت أكثر من 2.7 مليار دولار في تطوير الخدمات
وشهدت الروضة لحظات إنسانية مؤثرة، إذ لم يتمالك كثير من الحجاج دموعهم حين وطأت أقدامهم هذا المكان الطاهر، الذي وصفه النبي ﷺ بأنه “روضة من رياض الجنة”، البعض دخل وهو يردد الدعاء في صمت، والبعض الآخر سجد شكرًا لله، بينما انطلقت من شفاه الجميع صلوات وسلام على الحبيب المصطفى ﷺ.
وعند الوقوف في الروضة، استودع الحجاج الله دعاءهم وأسرارهم، وهم يتضرعون بقلوب ملؤها الخشوع، راجين أن يتقبل الله منهم حجهم وأن يحقق لهم الخير والسلام في دنياهم وآخرتهم.
ودعوا الله ألا تكون هذه الزيارة آخر عهدهم بالمسجد النبوي، وأن يرزقهم العودة إليه مرات ومرات، بقلوب مؤمنة وأرواح مطمئنة.
وحرص عدد كبير من الحجاج على أداء ركعتين شكرًا لله فور وصولهم إلى الروضة، تعبيرًا عن امتنانهم العميق بأن مَنَّ الله عليهم بهذه الزيارة المباركة، التي طالما تمنوها وتضرعوا لتحقيقها.
وأشارت البعثة إلى أن هذه الزيارات تم تنفيذها بالتنسيق الكامل مع الجهات السعودية المسؤولة عن تنظيم دخول الزوار للروضة الشريفة، بما يضمن الراحة والانسيابية وسهولة الحركة داخل المسجد النبوي.
وتؤكد بعثة حج الجمعيات أن هذه اللحظات الخاشعة تبقى من أسمى محطات الرحلة الإيمانية، حيث يجد الحجاج فيها سلامًا داخليًا لا يُوصف، وذكرى ستظل محفورة في قلوبهم ما داموا أحياء.