شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوز خام برنت مستوى 70 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ أكثر من شهرين، وهذا الارتفاع جاء نتيجة تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

ممكن يعجبك: أسعار البيض اليوم الجمعة تشهد استقراراً مع اختلافات طفيفة بين المحافظات
وتزامن هذا الارتفاع مع تقارير حول سحب موظفين أمريكيين من العراق، مما أثار مخاوف الأسواق بشأن احتمال تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، وقد أثر ذلك بشكل مباشر على حركة الأسعار في الأسواق النفطية.
خلال تعاملات يوم الأربعاء 11 يونيو، ارتفع خام برنت بأكثر من 4% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أبريل الماضي، ثم تراجع نسبيًا إلى 69.3 دولارًا للبرميل في اليوم التالي، في ظل ترقب التطورات الجيوسياسية واحتمالات الحل الدبلوماسي للأزمة الراهنة.
مقال مقترح: أزمات العاملين في قطاع البترول.. إلى المعنيين بالأمر
تقلبات أسعار النفط
يأتي هذا التقلب في وقت حساس بالنسبة للموازنة العامة لعام 2025/2026، حيث حددت الحكومة سعر البرميل عند 65 دولارًا في المتوسط.
هذا الارتفاع المفاجئ يفرض ضغوطًا إضافية على تكلفة استيراد المنتجات البترولية، مما قد يستدعي إعادة النظر في سياسات دعم الطاقة أو البحث عن موارد مالية إضافية لتغطية الفجوة الناجمة عن ارتفاع الأسعار العالمية.
من جانبه، أشار المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إلى أن استمرار الأسعار عند هذه المستويات سيؤثر بشكل مباشر على فاتورة دعم الوقود في الموازنة العامة.
وأوضح في تصريحاته أن كل دولار إضافي فوق السعر المحدد في الموازنة يؤدي إلى ارتفاع مباشر في تكلفة الاستيراد، مما يدفع الحكومة إلى مراقبة السوق عن كثب واتخاذ إجراءات مرنة في حال استمرار الأسعار المرتفعة لفترة طويلة.
وتتابع وزارة المالية المستجدات العالمية، وسط توقعات بأن يتم تعديل بعض بنود الموازنة خلال النصف الثاني من العام المالي إذا استمر النفط في تجاوز المستويات المحددة، مما قد يؤثر على سياسات الطاقة والإنفاق العام في البلاد.
جدير بالذكر أن أسعار النفط وصلت إلى مرحلة جديدة من التصعيد، وكشف مصدر أمني إسرائيلي النقاب عن تفاصيل عملية “الأسد الصاعد” التي نفذت خلال ساعات الليل في إيران، والتي تمثل جهدًا استثنائيًا ومشتركًا بين جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF)، جهاز الموساد، وصناعات الدفاع الإسرائيلية.
تخطيط طويل وتنفيذ دقيق
قال المسؤول إن العملية، التي استغرقت سنوات من التخطيط، جمعت بين جمع معلومات استخباراتية مكثفة، وتحضيرات سرية لنشر تقنيات متقدمة داخل الأراضي الإيرانية.
وكان التنسيق الوثيق بين جهاز الموساد ومديرية الاستخبارات العسكرية في قلب العملية، حيث أعدت ملفات استخباراتية مفصلة مكنت من تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت شخصيات رئيسية في الأجهزة الأمنية والبرنامج النووي الإيراني.
استهداف المنظومات الصاروخية وأنظمة الدفاع الجوي
بالتوازي مع تلك الضربات، شنت حملة سرية على المخزون الصاروخي الاستراتيجي الإيراني وأنظمة الدفاع الجوي، وشملت العملية ثلاثة محاور رئيسية.
في المرحلة الأولى، تم نشر وحدات كوماندوس من الموساد بأسلحة موجهة عالية الدقة في مناطق مكشوفة بالقرب من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، ليتم تنشيطها عن بعد بالتزامن مع بدء الحملة الجوية، مما أدى إلى ضرب الأهداف بدقة متناهية.
في المرحلة الثانية، أُطلقت أنظمة ضرب متقدمة من مركبات مخفية تم تهريبها داخل إيران، مستهدفة مواقع الدفاع الجوي لتعطيلها وفتح المجال أمام طائرات إسرائيلية للعمل بحرية.
في المحور الثالث، أسس عملاء الموساد قاعدة طائرات بدون طيار قرب طهران، حيث أُطلقت طائرات مُفخخة ليلًا باتجاه منصات إطلاق الصواريخ الأرض-أرض في قاعدة أسفجاآباد، التي تُعد من أخطر المواقع المهددة لإسرائيل.