“فاطمة تروي قصتها بعد 55 سنة من العمل في الشارع”

في قلب حي السيدة زينب، وتحديدًا أمام المسجد العريق، تجلس المعلمة فاطمة، واحدة من أقدم وأشهر بائعات السبح والإكسسوارات في المنطقة، حيث تعرف الوجوه وتُعرف من قبل الزوار باسم “أم السبح”.

“فاطمة تروي قصتها بعد 55 سنة من العمل في الشارع”
“فاطمة تروي قصتها بعد 55 سنة من العمل في الشارع”

تحدثت فاطمة في حديثها لـ”نيوز رووم”، موضحة أنها بدأت رحلتها في بيع السبح والمصاحف والإكسسوارات منذ أكثر من ٥٥ عامًا، وأضافت بفخر: “كل يوم بنزل من الساعة ١٠ الصبح لحد ١١ بليل.. عمري ما غبت إلا لو كنت تعبانة أوي، وساعتها أختي بتنزل تقعد مكاني”

وعن زبائنها، أكدت فاطمة أن معظمهم من زوار السيدة زينب من مختلف محافظات مصر، موضحة: “الأقاليم بيجوا مخصوص، ويشتروا هدايا لأولادهم.. السبحة من هنا ليها طابع خاص.. بتبقى من ريحة السيدة زينب”

لكن خلف الابتسامة الهادئة، تخبئ فاطمة معاناة لا يراها الجميع، فهي تخشى كثيرًا من حملات الإزالة التي قد تطال البائعين المتجولين، فقالت: “الحكومة ساعات بتيجي تلم البياعين.. بس أنا متعودة، أول ما أشوفهم بجمع الحاجة بسرعة وأجري.. بس عيالي مينزلوش الشارع ولا يتبهدلوا زى ما أنا اتبهدلت”

وعن أبنائها، روت بفخر أنها أنجبت أربعة بنات وولد، وقد تزوجوا جميعًا: “جوزتهم كلهم من رزق الفرشة دي.. ربنا بيبارك الحمد لله”

ورغم تعب السنوات، ترى فاطمة أن مكانها الطبيعي هو أمام مقام السيدة زينب، قائلة: “حتى لو تعبانة بنزل.. بحس إن ليّا بركة هنا”

وفي رسالتها الأخيرة، عبرت المعلمة فاطمة عن تمنياتها بعدم معاناة الآخرين، قائلة: “مش عايزة الناس تنزل تتعب في الشارع.. ربنا يرزق الجميع من غير وجع”

في وقتٍ سابق، يُعتبر تناول الملوحة والفسيخ في صباح أول أيام عيد الفطر، بعد العودة من صلاة العيد، واحدة من العادات المتوارثة بين الأسر في غالبية مدن ومراكز وقرى محافظة سوهاج، حيث لا تكتمل فرحة العيد لدى الكثيرين إلا بمائدة مليئة بالأسماك المملحة سواء الملوحة أو الرنجة، مع البصل والليمون.

وعلى الرغم من اختلاف الأجيال، فإن هذه العادة لا تزال قائمة بقوة في غالبية البيوت، حيث يحرص الكبار والصغار على تناولها بعد شهر كامل من الصيام وتناول اللحوم والفراخ وغيرها من أنواع المأكولات والخضار طوال شهر رمضان المبارك.

ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، تشهد محال بيع الفسيخ والملوحة في سوهاج إقبالًا كبيرًا من المواطنين، رغم ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هناك إقبال من المواطنين على شراء هذه النوعية من الأسماك، ولكن بكميات أقل من الأعوام السابقة.

يعتبر محل أبو العربي للفسيخ والملوحة بمنطقة القيسارية بسوهاج واحدًا من أقدم محال بيع الفسيخ على مستوى المحافظة، حيث يقول محمد العربي، صاحب المحل، إنه ورث هذا المحل عن والده، ووالده ورثه عن والده، مضيفًا أن عمر المحل في بيع الفسيخ والملوحة يقارب الـ100 عام.

وأوضح محمد العربي، أن الملوحة التي يعرضها للبيع للمواطنين بمناسبة عيد الفطر المبارك هذا العام مخزنة لديه منذ شهر أكتوبر الماضي، حتى تستوي على طبيعتها بالملح الخفيف، مؤكدًا أنه يحرص على تقديم طبق ملوحة لزبائنه شهي ولا يسبب لهم أي أضرار في حال تناول كميات زيادة منه، بسبب الملح الخفيف في التجهيز والتخزين.

وعن الأسعار، قال أبو العربي، إن سعر كيلو الملوحة المخلية 300 جنيه، بينما سعر كيلو ملوحة كلب الملوحة 280 جنيهًا، في حين يبلغ سعر الملوحة البوري 320 جنيهًا، أما البساريا الصغيرة فتُباع بسعر 120 جنيهًا للكيلو.

وأشار أبو العربي، إلى أن هناك بعض المواطنين يفضلون شراء الملوحة أو الفسيخ عقب صلاة عيد الفطر المبارك، وتناولها مباشرة مع أسرته، لافتًا إلى أن أكثر الزبائن يقبلون على شراء الملوحة العادية التي لا يتجاوز سعرها 200 جنيهًا للكيلو، فيما يفضل بعض الزبائن شراء الملوحة البوري نظرًا لمذاقها المميز، رغم ارتفاع سعرها.