أكد محمد باكبور، الذي تولى قيادة الحرس الثوري الإيراني بعد حسين سلامي، أن الرد على الهجمات الإسرائيلية المتكررة منذ فجر اليوم، والتي أسفرت عن اغتيال سلامي وعدد كبير من القادة الإيرانيين، إلى جانب استهداف منشآت عسكرية ونووية، لن يبقى بلا رد.

ممكن يعجبك: مقتل 5 وإصابة العشرات في استهداف قافلة مساعدات أممية بدارفور
وذكر باكبور في رسالة موجهة إلى المرشد الأعلى، علي خامنئي: أتعهد مع إخوتي المجاهدين بأننا سنبقى أوفياء لدماء الشهداء الطاهرة وسندافع عن الثورة الإسلامية والشعب الإيراني الأبي.
وأضاف قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد: “إن الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني اليوم من خلال اعتدائه على الأمن القومي والسلامة الإقليمية لإيران لن تُمر دون عقاب”.
وتابع باكبور قائلاً: “أبواب جهنم ستُفتح قريباً على هذا الكيان الذي يقتل الأطفال”.
وزاد موجهًا حديثه لخامنئي: “تحت قيادتكم الحكيمة وبشجاعة رفاقنا في القوات المسلحة، سنقود هذا الكيان إلى مصير مؤلم ومظلم”.
وأكمل قائد الحرس الثوري الإيراني: “بتوكلي على الله واستعانتي به لتحقيق وعد الإمام والاقتصاص لدماء الشهداء، فإن أبواب جهنم ستُفتح قريباً على هذا الكيان”.
الأدوار التي اضطلع بها باكبور قبل الحرس الثوري
وُلِد محمد باكبور عام 1961 في مدينة أراك وسط غرب إيران، نشأ في بيئة متدينة وثورية، وانخرط مبكرًا في الثورة الإسلامية، وبعد انتصارها عام 1979، شارك في قتال الجماعات الانفصالية المسلحة في إقليم كردستان، حيث عُرف بثباته في المواجهات الميدانية.
شكلت تلك الفترة اختبارًا مبكرًا لبراعته القتالية، قبل أن يتضح حضوره العسكري خلال الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988)، والتي كانت “مدرسة الدم والنار” لتخريج أبرز القيادات الإيرانية.
خلال سنوات الحرب مع العراق، شغل باكبور عدة مناصب عملياتية وعسكرية، منها قيادة وحدة المدرعات التابعة للحرس الثوري وقيادة الفرقة 8 “نجف” والفرقة 31 “عاشوراء”، ورئاسة معسكر الشمال ومعسكر “نصرت”، كما تولى منصب نائب مسؤول العمليات في الجبهات.
ساهم باكبور بشكل كبير في بناء التكتيكات القتالية للحرس، وتم تصنيفه ضمن النواة القيادية التي استطاعت تكييف القدرات الإيرانية مع مشهد الحرب طويلة الأمد.
بعد انتهاء الحرب، لم يتراجع حضور باكبور الميداني، وبرز اسمه في العمليات الأمنية ضد الجماعات الإرهابية شمال غرب إيران، بالإضافة إلى دوره في إحكام السيطرة على جنوب شرق البلاد، خصوصًا في مواجهة خلايا متطرفة نشطة قرب الحدود الباكستانية.
كما أشرف على وحدة “صابرين” الخاصة، ونُسب إليه نجاح كبير في التصدي لهجوم إرهابي استهدف مبنى مجلس الشورى في طهران عام 2017.
مقال مقترح: الحريديم يتظاهرون ضد مخطط بناء 300 منزل فوق المقابر في “مدينة يهود”
في عام 2010، أصدر السيد علي خامنئي قرارًا بتعيين باكبور قائدًا للقوة البرية للحرس الثوري، بناءً على توصية اللواء محمد علي جعفري، القائد العام في ذلك الوقت.
وعلى مدى عقد من الزمن، أشرف على إعادة هيكلة هذه القوة وزيادة جاهزيتها القتالية والتكتيكية، مما عزز من حضورها في ساحات الداخل الإيراني وعلى الحدود.
في يناير 2014، منح المرشد الأعلى باكبور “وسام الفتح”، أحد أرفع الأوسمة العسكرية الإيرانية، تقديرًا لجهوده المتواصلة في حماية البلاد، وتلقى باكبور حينها رسالة شخصية من القيادة العامة، تشيد بإخلاصه وتفانيه.
كما يحمل باكبور درجة الدكتوراه في “الجغرافيا السياسية”، مما أضفى على قراراته طابعًا تحليليًا واستراتيجيًا عميقًا، وجعله عقلًا عملياتيًا بارزًا وليس مجرد قائد ميداني.
لعب باكبور دورًا محوريًا في تأمين الحدود الإيرانية، خاصة في مواجهة الجماعات الإرهابية في المناطق الحدودية، وقاد عمليات عديدة ضد هذه الجماعات، مؤكدًا مرارًا أن أي تهديد لأمن إيران سيُواجَه بردّ حاسم وسريع من القوات المسلحة.