تصاعد التوترات الجيوسياسية يؤثر على الأسواق العالمية ويعيد تشكيل التوقعات النقدية

تتردد أصداء التصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بشكل واضح في المشهد الاقتصادي العالمي، بعد أن قامت إسرائيل بتنفيذ هجمات داخل الأراضي الإيرانية، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم المخاطر، وتحولت الأسواق إلى حالة من الترقب وسط ضبابية الوضع الاستراتيجي والنقدي.

تصاعد التوترات الجيوسياسية يؤثر على الأسواق العالمية ويعيد تشكيل التوقعات النقدية
تصاعد التوترات الجيوسياسية يؤثر على الأسواق العالمية ويعيد تشكيل التوقعات النقدية

تصاعد التوترات الجيوسياسية يربك الأسواق

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً بنسبة 25% خلال شهر، حيث تجاوز خام برنت مستوى 75 دولاراً للبرميل، نتيجة المخاوف من تعطل الإمدادات، بينما حافظ الذهب على زخم ارتفاعه متجاوزاً 3400 دولار للأونصة، في ظل تزايد الإقبال على الأصول الآمنة، في حين تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته أمام اليورو منذ 2021، قبل أن يشهد تعافياً جزئياً مع نهاية الأسبوع.

تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته أمام اليورو منذ

على الصعيد الاقتصادي، أعادت الأسواق العالمية تسعير توقعاتها لأسعار الفائدة الأمريكية، بعد صدور بيانات تضخم جاءت أضعف من المتوقع، مما عزز فرص خفض الفائدة مرتين هذا العام وفقاً للعقود الآجلة.

كما أظهرت بيانات جامعة ميشيغان تحسناً في ثقة المستهلكين، ما اعتُبر مؤشراً إيجابياً رغم استمرار القلق بشأن قوة الطلب الحقيقي.

لقى الاتفاق الإطاري بين واشنطن وبكين بشأن المعادن الأرضية النادرة ترحيباً حذراً، لكنه لا يزال دون طموحات الأسواق التي تنتظر خطوات تنفيذية ملموسة، في ظل استمرار التوترات في الشرق الأوسط.

يُنظر إلى هذا الاتفاق على أنه هدنة مؤقتة، في ظل بقاء الرسوم الجمركية والخلافات الاستراتيجية بين الطرفين.

أسواق ناشئة على مسارات متباينة

في الأسواق الناشئة، أظهرت البيانات تبايناً كبيراً في الأداء، إذ سجّلت الصين استمراراً في الانكماش السعري، بينما واجهت دول مثل المكسيك وأوكرانيا ارتفاعاً غير متوقع في معدلات التضخم، وتظل الفجوة بين الاقتصادات الناشئة واضحة في ظل اختلاف السياسات المالية وقدرة الدول على إدارة التحديات بعد الجائحة.

أسواق الأسهم العالمية على تراجع طفيف

رغم المكاسب النسبية لبعض المؤشرات، أغلقت أسواق الأسهم العالمية على تراجع طفيف، مع بقاء العوائد على السندات الأمريكية عند مستويات مرتفعة نسبياً، مما يعكس تزايد حذر المستثمرين، وفي ظل هذه المعطيات، تترقب الأسواق الأسابيع المقبلة لرصد تأثير التوترات السياسية والتوجهات النقدية على حركة رؤوس الأموال والتجارة العالمية.