في تطور يعد الأهم منذ بداية المواجهة المباشرة بين إيران و””، قامت طهران بتنفيذ سلسلة من الضربات الصاروخية والجوية التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي، بدءًا من “تل أبيب” وصولاً إلى الخضيرة، مرورًا بمعهد “وايزمان” العلمي، وانتهاءً بمحيط مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في قيسارية.

مقال مقترح: مظاهرات في لوس أنجلوس واشتباكات مع الشرطة
وقد أحدثت هذه الضربات الإيرانية شللاً جزئيًا في البنية التحتية الإسرائيلية، مما أثار حالة من الذعر داخل الجبهة الداخلية، خاصة بعد سقوط قتلى وإصابة مئات المستوطنين، وقد انعكس هذا المشهد ارتباكًا واضحًا في الأوساط السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال، وسط زيادة الحديث عن “إرباك استراتيجي” داخل القيادة الأمنية.
هل تقف الحرب في غزة بسبب إيران؟
مع اتساع نطاق الاستهدافات الإيرانية وتعميقها في الجبهة الداخلية، برز سؤال مهم: هل تسهم هذه الهجمات في تغيير موازين الحرب في قطاع غزة؟
ففي الوقت الذي تركز فيه “إسرائيل” على مواجهة الضربات الإيرانية، رصدت الصحف العبرية، وعلى رأسها “هآرتس”، تقليصًا ملحوظًا في حجم القوات الإسرائيلية المنتشرة داخل غزة، مقابل تعزيزات على الحدود الشمالية والشرقية، تحسبًا لاحتمال انخراط حلفاء إيران في جبهات جديدة.
مقال مقترح: حادث دهس في ليفربول يؤدي لإصابة 17 شخصًا مع احتمال وجود هجوم إرهابي | صور
ووفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، فإن حجم القوات المنتشرة داخل القطاع من المتوقع أن ينخفض خلال الأيام المقبلة إلى أقل من نصف ما كان عليه قبل اندلاع المواجهة مع “”، مما يفتح المجال أمام فصائل المقاومة الفلسطينية لإعادة ترتيب صفوفها ميدانيًا.
تقدم مبادرات التهدئة
أكد الصحفي الفلسطيني يوسف فارس أن غزة لم تعد أولوية في الأجندة العسكرية الإسرائيلية منذ بدء المواجهة مع إيران.
وأوضح أن العمليات الجوية والتحليق المكثف للطائرات المسيرة تراجع بشكل ملحوظ، بالتوازي مع تراجع خطة “عربات جدعون” التي كانت تهدف إلى حسم المعركة في القطاع.
وأشار فارس إلى أن تراجع العمليات العسكرية أتاح للوحدات الميدانية في المقاومة الفلسطينية استعادة زمام المبادرة، وشنّ هجمات مباشرة على القوات الإسرائيلية المتواجدة في مناطق التماس، خصوصًا في محيط مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
سياسيًا، لفت فارس إلى تغيّر نبرة الخطاب الإسرائيلي، مشيرًا إلى تصريحات مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي، التي تحدث فيها عن إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل أسرى تؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد، في موقف وصفه بأنه تحول كبير مقارنة بسياسات الحكومات السابقة.