تمكنت فرق التحقيق الهندية من العثور على جهاز تسجيل الصوت في قمرة القيادة، المعروف بـ”الصندوق الأسود” الثاني، في موقع تحطم طائرة إير إنديا الرحلة رقم 171، من طراز بوينج 787-8 دريملاينر، التي سقطت الخميس الماضي في مبانٍ سكنية بمدينة أحمد آباد غرب الهند، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها تقريباً، وعددهم 242 شخصاً، بالإضافة إلى العشرات على الأرض.

من نفس التصنيف: الجيش الإسرائيلي يدمر طائرتين إيرانيتين F14 في مطار طهران
وأعلنت رئاسة الوزراء الهندية، في بيان صدر مساء الأحد، أن “مسجّل بيانات الرحلة ومسجّل صوت قمرة القيادة تم العثور عليهما وتأمينهما”، وهذه الخطوة تُعتبر حاسمة نحو كشف ملابسات الحادث.
ويأمل المحققون أن تسهم تسجيلات الصوت من قمرة القيادة والتي تتضمن أحاديث الطيارين والتنبيهات والأصوات المحيطة في فهم ما حدث للطائرة التي أطلقت نداء استغاثة بعد ثوانٍ فقط من إقلاعها متجهة نحو لندن.
تحقيقات مكثفة وتقارير دولية
كانت فرق الإنقاذ قد عثرت يوم الجمعة على الصندوق الأسود الأول، مسجّل بيانات الرحلة، الذي يوثّق معلومات شاملة مثل الارتفاع والسرعة وأداء المحركات، وتُعد هذه الأجهزة أساسية في تحليل أسباب الكوارث الجوية، وقد صُممت لتحمّل درجات قصوى من الحرارة والضغط والصدمات.
ويقود مكتب تحقيقات حوادث الطيران الهندي (AAIB) التحقيقات، بمشاركة فرق من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث زارت لجنة من مجلس سلامة النقل الأميركي (NTSB) موقع الحادث الأحد، وفقاً لما نقلته صحيفة هندوستان تايمز، بينما أرسلت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) ممثلين أيضاً للمشاركة في التحقيقات.
وقال بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء الهندي: “بدأت لجنة التحقيق تحقيقًا تفصيليًا، كما يجري مجلس سلامة النقل الأميركي تحقيقًا موازياً بموجب البروتوكولات الدولية نظراً لأن الطائرة أميركية الصنع”
مقال مقترح: إغلاق متكرر لمطار بن جوريون.. هل يدل على ضعف السيطرة الأمنية الإسرائيلية؟
لجنة عليا ومراجعة لإجراءات السلامة
شكّلت الحكومة الهندية لجنة عليا متخصصة لدراسة الحادث وتقديم توصيات عاجلة بشأن إجراءات السلامة في قطاع الطيران، وعقدت اللجنة أول اجتماعاتها صباح الاثنين.
وطلبت هيئة الطيران المدني الهندية من شركة إير إنديا إخضاع أسطول طائرات بوينغ دريملاينر لفحوصات أمان إضافية، في محاولة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
ضحايا على الأرض ومأساة إنسانية
أسفر الحادث عن مقتل 33 شخصاً على الأقل على الأرض، بعدما اصطدمت الطائرة بمبنى يضم طلاباً من كلية الطب المجاورة، وتحوّل هيكل الطائرة إلى كتلة من اللهب، ما جعل عملية انتشال الجثث صعبة ومعقدة.
وبحسب السلطات، فقد تم تسليم جثث 24 ضحية إلى ذويهم حتى يوم الاثنين، بينما يستمر العمل على مطابقة الحمض النووي بين رفات الضحايا وعائلاتهم، في ظل انتظار مؤلم لعشرات الأسر.
وقال مفوض شرطة أحمد آباد، جي. إس. مالك، لـ CBS News: “العملية طويلة ومعقّدة، ولن يتم الإعلان عن الحصيلة النهائية للوفيات قبل انتهاء جميع اختبارات الحمض النووي”
وأشار إلى أن أكثر من 400 من أقارب الضحايا وصلوا إلى المدينة، حيث يتم تقديم الدعم النفسي واللوجستي لهم من قبل فرق الطوارئ.
نداء استغاثة أخير وتحطم مدوٍ
كانت الرحلة 171 قد أقلعت بالكاد من مطار أحمد آباد متجهة إلى لندن، قبل أن يرسل قائد الطائرة، الكابتن سوميت سابهاروال، نداء استغاثة، لتسقط بعدها بلحظات وتتحول إلى حطام مشتعل، ويُعتبر هذا الحادث من بين الأسوأ في تاريخ الطيران المدني بالهند.