أطلقت دبابات إسرائيلية النار على حشد يسعى للحصول على مساعدات من شاحنات في قطاع غزة أمس (الاثنين)، مما أدى إلى استشهاد 51 فلسطينيًا على الأقل وفقًا لما ذكره مسعفون، في واحدة من أكثر الحوادث دموية حتى الآن وسط تصاعد أعمال العنف، بينما يواجه السكان اليائسون صعوبة في الحصول على الغذاء، حسبما أفادت وكالة “رويترز” للأنباء.

شوف كمان: الناشط الفلسطيني فايد أبوشمالة: أفراد السفينة يمثلون ضمائر حية في مواجهة “السفيه”
شهداء جدد أثناء محاولة الحصول على طعام
أظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي نحو اثنتي عشرة جثة مشوهة ملقاة في أحد شوارع خان يونس جنوب قطاع غزة، وأقرت السلطات الإسرائيلية بإطلاق النار في المنطقة، وأكدت أنها تحقق في الحادثة.
قال شهود عيان تحدثت إليهم رويترز إن الدبابات الإسرائيلية أطلقت قذيفتين على الأقل على حشد من الآلاف تجمعوا على الطريق الشرقي الرئيسي عبر خان يونس على أمل الحصول على الغذاء من شاحنات المساعدات التي تستخدم هذا الطريق.
وأوضح “علاء”، وهو شاهد عيان، في مقابلة مع رويترز في مستشفى ناصر حيث يرقد الضحايا الجرحى ممددين على الأرض وفي الممرات بسبب ضيق المساحة: “فجأة سمحوا لنا بالتحرك للأمام وجعلوا الجميع يتجمعون وبعد ذلك بدأت القذائف تتساقط، قذائف الدبابات”
وتابع: “لا أحد ينظر إلى هؤلاء الناس برحمة، الناس يموتون، ويُمزّقون، ليحصلوا على طعام لأطفالهم، انظروا إلى هؤلاء الناس، كل هؤلاء يُمزّقون للحصول على الدقيق لإطعام أطفالهم”
أفاد مسعفون بمقتل 51 شخصًا على الأقل وإصابة 200 آخرين، 20 منهم على الأقل في حالة حرجة، وتم نقل المصابين إلى المستشفى بسيارات مدنية وعربات ريكشا وعربات تجرها الحمير.
وأوضح المسعفون أن 14 شخصًا على الأقل قتلوا أيضًا في إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية منفصلة في أماكن أخرى من القطاع، مما رفع حصيلة القتلى يوم الثلاثاء إلى 65 على الأقل.
ممكن يعجبك: جيش بلا رجال.. النساء في الخطوط الأمامية لإسرائيل مع تدهور قوة الجيش
استمرار عمليات القتل الجماعي الإسرائيلية
تعتبر هذه الحادثة الأحدث في سلسلة من عمليات القتل الجماعي شبه اليومية للفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، منذ أن رفعت إسرائيل جزئيًا الحصار الكامل الذي فرضته على المنطقة لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا.
تم توجيه معظم المساعدات التي تسمح الآن بدخولها إلى غزة عبر منظمة جديدة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي مؤسسة غزة الإنسانية، التي تدير عددًا قليلاً من مواقع التوزيع في المناطق التي تحرسها القوات الإسرائيلية.
ترفض الأمم المتحدة هذا النظام باعتباره غير كافٍ وخطيرًا ويمثل انتهاكًا لمعايير الحياد الإنساني، بينما تقول إسرائيل إنه ضروري لمنع مقاتلي حماس من تحويل مسار المساعدات، وهو ما تنفيه حماس.
تقول السلطات في غزة إن مئات الفلسطينيين قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع صندوق الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك 23 شخصًا قتلوا بنيران إسرائيلية يوم الاثنين في رفح في جنوب قطاع غزة.
وزعمت مؤسسة الغذاء العالمية في بيان صحفي في وقت متأخر من يوم الاثنين أنها وزعت أكثر من ثلاثة ملايين وجبة في مواقع التوزيع الأربعة التابعة لها دون وقوع حوادث.