أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، العميد رضا طلائي، يوم الثلاثاء، عن استخدام إيران صاروخًا متطورًا للمرة الأولى في قصفها لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من رصده أو اعتراضه، وأكد أن لدى طهران المزيد من “المفاجآت” التي لم تُكشف بعد.

مقال له علاقة: تايوان تطالب الصين بالاعتراف بمجزرة تيانانمن
في المقابل، يؤكد محللون أن ميزان القوى الميداني لا يميل لصالح إيران، رغم تهديداتها المتكررة، وأعلن الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته الكاملة على الأجواء الإيرانية، من العاصمة طهران حتى شرق البلاد، وهو تحول استراتيجي كبير في المعركة بين البلدين.
العقوبات الدولية
أكد المحللون أن سلاح الجو الإسرائيلي استهل عملياته بتحييد الدفاعات الجوية الإيرانية، التي تعاني من التقادم نتيجة العقوبات الدولية، مما أتاح تنفيذ ضربات مباشرة ضد قواعد جوية ومواقع لإطلاق الصواريخ الباليستية في غرب إيران، وأشاروا إلى أن الطائرات الإيرانية من طراز “F-14″ و”فانتوم” لم تتمكن من الإقلاع، بينما استخدمت إسرائيل مقاتلات متطورة مثل “F-35″ و”F-15″ و”F-16”.
مقال مقترح: الجيش الإيراني يعلن استهداف أهداف حيوية تشمل منازل القادة والمراكز العسكرية
كما كثفت إسرائيل استخدام طائرات التزود بالوقود جويًا من طراز “بوينغ 707″، مما سمح لها بتنفيذ غارات بعيدة المدى وصلت إلى مدن إيرانية مثل مشهد وبندر عباس، في اختراق غير مسبوق للعمق الإيراني، ونشرت إسرائيل صورًا تُظهر تدمير مقاتلات إيرانية على الأرض ومنصات دفاع جوي كانت مخصصة لحماية طهران.
نبرة تهديد إعلامي
رغم إعلان إيران عن هجمات صاروخية جديدة على تل أبيب وحيفا، يشكك محللون في فعالية هذه الردود، معتبرين أنها تمثل نبرة تهديد إعلامي أكثر منها ردًا عسكريًا مؤثرًا، وكان إطلاق إيران نحو 100 صاروخ في هجوم سابق لم يغير شيئًا في موازين القوى.
على الصعيد الدولي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استعداد بريطانيا وفرنسا للمشاركة في اعتراض الصواريخ الإيرانية، سواء عبر سفن مزودة بمنظومات “إيجيس” في البحر المتوسط أو باستخدام منظومات “ثاد” المنتشرة داخل إسرائيل.
الدفاع عن النفس
سياسيًا، أبلغت إيران مجلس الأمن أن ضرباتها جاءت في إطار “الدفاع عن النفس” وفق ميثاق الأمم المتحدة، مهددة بأن أي تعاون دولي مع إسرائيل سيكون تواطؤًا مباشرًا في الحرب، واعتبر مراقبون أن المواجهة الحالية دخلت مرحلة “اللاعودة”، حيث تخوض إسرائيل حرب وجود، بينما تواجه إيران تهديدًا حقيقيًا لبقاء نظامها.
وقد شبّه الموقف الإيراني الحالي بما واجهه آية الله الخميني خلال الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي، حين اضطر إلى وقف إطلاق النار رغم سنوات من القتال، موضحًا أن إسرائيل حققت في أيام ما لم تحققه بغداد خلال سنوات، عبر فرض سيطرتها الكاملة على الأجواء الإيرانية دون مواجهة برية.
كما أشار المحللون إلى تزايد المزاج الشعبي الإيراني المشكك في أداء النظام، في ظل محاولات طهران للبحث عن مخرج سياسي من خلال وساطات عربية مثل سلطنة عمان وقطر، وتتم إدارة الحرب حاليًا في السماء، لا على الأرض، مما يقلص قدرة إيران على توجيه ضربات مؤثرة، فيما لم تستخدم إسرائيل بعد كامل قدراتها الصاروخية.