في لحظة مأساوية هزّت الوسط الفني الأسترالي وأثارت تعاطفاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ودّعت الفنانة الأسترالية نجلها الوحيد “آتريو” البالغ من العمر 13 عاماً، الذي رحل عن الحياة في ظروف مأساوية بعد أن أقدم على الانتحار نتيجة معاناته الطويلة مع التنمّر.

مواضيع مشابهة: من منح سميحة أيوب لقب سيدة المسرح العربي بعد وفاتها؟
دخلت كلير ماكان في سباق مع الزمن عقب وفاة نجلها، حيث أطلقت حملة إلكترونية لجمع 300 ألف دولار أسترالي خلال أسبوع، على أمل استخدام تقنية التجميد العميق المعروفة باسم “Cryonics”، التي تهدف إلى حفظ الجسد بدرجات حرارة شديدة الانخفاض فور الوفاة، على أمل أن يتمكن الطب في المستقبل من إعادته إلى الحياة.
اقرأ كمان: منة القيعي تحقق 7 جوائز ونجاحاً كبيراً رغم التحديات والأزمة الصحية
حملة لإنقاذ ما بعد الموت
رغم الألم والصدمة، لم تستسلم الأم المفجوعة، وأطلقت حملة تحت عنوان “ساعدوني لأحفظ حياة ابني”، شاركت من خلالها جمهورها تفاصيل التقنية وحلمها بإعادة ابنها إلى الحياة في يوم ما، لكن المهلة الزمنية المحدودة والتكلفة المرتفعة حالتا دون تحقيق الهدف، إذ لم تنجح الحملة في جمع المبلغ المطلوب، واضطرت “ماكان” في النهاية إلى التراجع عن الفكرة والمضي قدمًا في إقامة جنازة رسمية لتوديع ابنها.
جنازة حزينة ورسائل ألم لا تُنسى
شهدت كنيسة “ماري إماكوليت” في منطقة ويفرلي بمدينة سيدني، يوم الاثنين 16 يونيو 2025، مراسم وداع مؤثرة للطفل “آتريو”، وسط حضور كثيف من أفراد العائلة والأصدقاء والمحبين، تزيّن النعش بزهور عبّاد الشمس، المفضلة لدى الطفل، فيما عُرضت على الشاشات مشاهد مصورة له وهو يركب الخيل، ويتزلج، ويلعب مع الحيوانات، في محاولة لاستحضار اللحظات المضيئة من حياته القصيرة.
كلمة مؤثرة
وأمام الحضور، ألقت كلير ماكان كلمة مؤثرة، قالت فيها: “آتريو، أنقذتني من العدم، منحت حياتي معنى لم أكن أعرفه، كنت أعز أصدقائي، وستظل كذلك، آسفة إن كنتُ قد خذلتك، آسفة إن أحببتك أكثر مما يحتمل القلب، لكنني أعدك بأنك لن تُنسى، وسأكرّس حياتي لمحاربة التنمّر حتى لا يتكرر ما حدث لك مع غيرك”
مأساة بسبب التنمر
كشفت كلير ماكان، عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ابنها “آتريو” – الذي اختارت اسمه تيمناً بشخصية البطل في فيلم “The NeverEnding Story” – كان ضحية للتنمّر المستمر لعدة أشهر، خاصة بعد انتقاله إلى المرحلة الثانوية، وعبّرت عن ألمها قائلة: “إن الضغوط النفسية القاسية أطفأت نور ابنها، الذي كان طفلاً حساسًا ومبدعًا ومحبًا للحياة”
وطالبت الفنانة كلير ماكان، الجهات التعليمية والحكومية في أستراليا، باتخاذ إجراءات حاسمة للحد من التنمّر داخل المدارس، قائلة: “إن قصصًا كهذه يجب ألا تُهمَل أو تمر مرور الكرام”، وأضافت: “كان متحمسًا لبداية جديدة، لكن القسوة أطفأت بريقه، نحن بحاجة لحماية أطفالنا من هذا العنف الصامت الذي يفتك بأرواحهم”