حذّر المحلل السياسي العراقي من أن الغارات الإسرائيلية المتواصلة على إيران، ورغم تصاعدها، لن تتمكن من تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إسقاط النظام الإيراني، سواء من حيث الكثافة أو طبيعة الأهداف، مشيرًا إلى أن السيناريو الأكثر احتمالًا هو إضعاف النظام بدلاً من إسقاطه

مواضيع مشابهة: الناجي الوحيد من الطائرة المنكوبة يروي تفاصيل لحظات الرعب قبل السقوط
وأوضح السياسي العراقي لقاء مكي، في تدوينة على صفحته بمنصة “إكس”: “لا يمكن لإسرائيل تحقيق هدفها بإسقاط النظام في إيران عبر هذا النمط من القصف، وحتى لو تدخلت أمريكا ودمرت المشروع النووي، فإن ذلك لن يدمر النظام، رغم أنه قد يضعفه بالطبع”
مقال له علاقة: روسيا وأوكرانيا تتبادلان أسرى حرب شباب تحت سن 25 عاماً
لقاء مكي: الغارات لا تُسقط أنظمة والتدخل الخارجي هو كلمة السر
وأضاف: “يمكن فهم الأهداف الحقيقية للحملة الإسرائيلية من خلال طبيعة القصف وحدوده، وكذلك من خلال قدرة إيران على التعامل معه والرد عليه بقصف مضاد، وحتى الآن، تبدو الهجمات الإسرائيلية موجهة نحو تدمير مصادر القوة الإيرانية التي تعتبرها تهديدًا، لكن هذه الهجمات لن تنجح بهذه الوتيرة في إسقاط النظام، بل قد تؤدي إلى العكس على المدى القريب”
واختتم لقاء مكي تغريدته بالقول: “بدون تدخل خارجي مباشر يشمل التحريض والتسليح والدعم اللوجستي للمعارضين على الأرض، لن يواجه النظام في إيران تحديًا لوجوده، مهما حصل من تدمير لمقدرات البلاد”
سبق وأن حذّر المحلل السياسي العراقي لقاء مكي من أن أمريكا ترغب في استخدام نفس “وصفة التدمير” التي طبقتها سابقًا ضد العراق، ولكن هذه المرة ضد إيران، عبر خطوات تبدأ بالشيطنة الإعلامية، مرورًا باختراع قضية استهداف تحت مسمى “دعم الإرهاب” أو “امتلاك أسلحة دمار شامل”، وصولًا إلى التدمير التدريجي للنظام وترك مصيره للتداخلات الداخلية والخارجية
وقال السياسي العراقي لقاء مكي، في تدوينة على صفحته بمنصة “إكس”: “الوصفة المستخدمة مع إيران هي ذاتها التي تم استخدامها سابقًا مع العراق: شيطنة، ثم اختراع قضية للاستهداف (أسلحة دمار شامل ودعم الإرهاب)، ثم حرب، وهذه أخذت مع العراق شكل الغزو المباشر، بينما تأخذ مع إيران شكل التدمير وإضعاف النظام وترك أمر تغييره للديناميكيات الداخلية التي تخضع للتدخل بطبيعة الحال”
لقاء مكي: إيران تواجه مصير العراق
وأضاف “مكي”: “كانت إدارة بوش الابن عام 2002 قد وضعت إيران ضمن (محور الشر) إلى جانب العراق وكوريا الشمالية، ثم بدأت بالعراق، وهي اليوم تستهدف إيران عبر ذراع إسرائيل، ثم تتدخل لاحقًا، الانتظار لأكثر من عقدين بعد العراق لم يكن دون سبب، فإيران أثبتت أهميتها لأميركا عندما ساعدتها في السيطرة على العراق، وسُمح لها بالتوسع غرب حدودها وتشكيل (هلال شيعي) لتشكيل حاجز ديموغرافي وأمني يمنع امتداد ما كان يسمى (الإرهاب السني) نحو أوروبا وأميركا”