شهدت الكنيسة الأرثوذكسية حدثًا تاريخيًا بارزًا، حيث أقيمت ضمن صلوات العشية المهيبة طقوس تجليس نيافة الأنبا مينا أسقفًا ورئيسًا على كرسي إيبارشية برج العرب والعامرية، وتُعتبر هذه الإيبارشية الجديدة فصلًا مهمًا في تاريخ الخدمة الرعوية بالكنيسة القبطية، إذ كانت في السابق جزءًا من النطاق الجغرافي الواسع لإيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية.

شوف كمان: هيئة سلامة الغذاء تطلق حملة توعوية لتصحيح السلوكيات الغذائية
تأسيس الإيبارشية
يأتي تأسيس هذه الإيبارشية الجديدة في الكنيسة الأرثوذكسية وتجليس أسقف عليها استجابة للنمو السكاني والعمراني الكبير الذي تشهده منطقة برج العرب والعامرية والمناطق المحيطة بها في السنوات الأخيرة، هذا التوسع العمراني استتبع زيادة ملحوظة في أعداد الأقباط المقيمين في هذه المناطق، مما استدعى الحاجة الماسة إلى وجود أسقف مستقل يتولى رعاية أبنائها وخدمة كنائسها بشكل أكثر فعالية وكفاءة، ويُعبر هذا القرار عن رؤية الكنيسة وتخطيطها المستقبلي لضمان تقديم الرعاية الروحية والإدارية الأمثل لجميع أبنائها في مختلف أنحاء الجمهورية.
شارك في الصلوات الاحتفالية عدد كبير من الآباء المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس في الكنيسة الأرثوذكسية، الذين قدموا من مختلف الإيبارشيات لتقديم الدعم والمباركة لنيافة الأنبا مينا في مهامه الجديدة، تواجد هذا العدد الكبير من القيادات الكنسية يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الكنيسة لهذا الحدث، ويؤكد على التلاحم والوحدة داخل الكنيسة القبطية.
تقليد الأسقفية
تخلل الطقس قراءة “تقليد الأسقفية”، وهو وثيقة تاريخية وروحية تحتوي على المهام والمسؤوليات المنوطة بالأسقف الجديد، وتؤكد على التزامه بالتعليم الأرثوذكسي والحفاظ على الإيمان المستقيم، وبعد قراءة التقليد، قام الآباء المطارنة والأساقفة المشاركون بتجليس نيافة الأنبا مينا على كرسي إيبارشيته الجديد، في مشهد مهيب يعكس تسليم المسؤولية الرعوية والبركة الرسولية.
مواضيع مشابهة: وزير الخارجية يزور مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري حول قضية فلسطين
عقب انتهاء الصلوات والطقوس، ألقيت عدة كلمات من قبل الآباء الأساقفة والمطارنة، قدموا خلالها التهنئة لنيافة الأنبا مينا، وأعربوا عن ثقتهم في قدرته على قيادة الإيبارشية الجديدة بنجاح، متمنين له التوفيق في مهامه الروحية والإدارية، وقد أبرزت الكلمات أهمية الدور الرعوي للأسقف في خدمة شعبه وبناء الكنيسة.
اختتمت الاحتفالية بكلمة محبة وشكر مؤثرة من نيافة الأنبا مينا، وجهها إلى قداسة البابا تواضروس الثاني على ثقته الغالية، وإلى الآباء المطارنة والأساقفة المشاركين، وإلى جميع الحاضرين الذين تكبدوا عناء السفر للمشاركة في هذا اليوم المبارك، كما وجه الشكر لأبنائه في الإيبارشية الجديدة على استقبالهم الحافل، متعهداً بالعمل الدؤوب والتفاني في خدمتهم ورعايتهم الروحية، وبناء الكنيسة في هذه المنطقة الواعدة، يُتوقع أن يبدأ نيافته مهامه فورًا مع التركيز على تنظيم العمل الرعوي وتطوير الخدمات الكنسية في إيبارشية برج العرب والعامرية.