تسببت الحرب المفاجئة بين إيران وإسرائيل في تأثيرات سلبية على الاقتصاد المصري، حيث تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط وأثارت مخاوف الأسواق من اتساع نطاق الصراع ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى، ورغم استعداد البورصة المصرية لاختراق مستويات قياسية جديدة بدعم من مؤشرات إيجابية، إلا أن التصعيد العسكري خلق حالة من الضبابية وأربك حسابات المستثمرين.

ممكن يعجبك: سعر الذهب في سوق الصاغة اليوم 2025/6/2 مفاجآت جديدة لعيار 21
تراجعات حادة بالبورصة
أوضح الدكتور محمد عبد الهادي، خبير أسواق المال، أن البورصة المصرية كانت مهيأة لتجاوز مستوى 34,500 نقطة قبل اندلاع الحرب، حيث دعمتها ارتفاع السيولة، وإلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية، وزيادة الثقة من جانب المستثمرين، بالإضافة إلى نتائج أعمال قوية للشركات.
وأشار إلى أن المؤشرات الفنية والاقتصادية كانت تدعم السوق، لكن مع اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فقدت البورصة المصرية حوالي 3000 نقطة في أولى جلسات الأسبوع، لتستقر عند مستوى 30,000 نقطة، نتيجة ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية، وتخوف المستثمرين من الدخول في استثمارات محفوفة بالمخاطر.
وأضاف عبد الهادي أن القطاعات الأكثر حساسية في البورصة ستكون السياحة والنقل واللوجستيات، خاصة في ظل التهديدات المحتملة لممرات التجارة وسلاسل التوريد في البحر الأحمر، مما يُهدد بارتفاع أسعار السلع وينقل التأثير إلى قطاعات أوسع داخل الاقتصاد.
الاقتصاد تحت ضغط.. والردع ضرورة
من جانبه، أكد الدكتور محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، أن الأزمة الحالية تُظهر أهمية امتلاك الدولة لقوة ردع تحمي الاقتصاد الوطني من الصدمات الإقليمية، مشيرًا إلى أن الردع لم يعد عسكريًا فقط، بل اقتصاديًا أيضًا.
وشدد على أن الاقتصاد المصري تأثر سريعًا بتداعيات الحرب، حيث هبط المؤشر الرئيسي للبورصة بنحو 6%، وظهرت ضغوط على أسعار الصرف وسلاسل الإمداد وقطاع البتروكيماويات، في ظل تخوف من تعطل إمدادات الغاز وارتفاع أسعار الطاقة عالميًا.
ممكن يعجبك: ارتفاع معدل التضخم السنوي إلى 16.5% في مايو 2025 حسب الإحصاء
وتوقع عبد الرحيم ارتفاع سعر الذهب عالميًا باعتباره ملاذًا آمنًا، إلى جانب تراجع محتمل في إيرادات السياحة وقناة السويس إذا استمرت الأوضاع الأمنية في التدهور.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تحركت سريعًا عبر لجنة أزمات برئاسة رئيس الوزراء لمتابعة التطورات، وأطلقت خطة طوارئ في قطاع الطاقة لتأمين الاحتياجات الأساسية، كما تم تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير في خطوة تهدف للحفاظ على الزخم التسويقي.
مستقبل مرهون بالاستقرار
اتفق الخبيران على أن مستقبل السوق مرهون بهدوء الأوضاع الإقليمية، حيث أشاروا إلى أن عودة الاستقرار السياسي والعسكري ستُعيد الأمل للأسواق، وتمكّن البورصة والاقتصاد من استعادة مسارات النمو.
ويرى الخبراء أن الفرص ما زالت قائمة، لكن الضبابية تعيق القرار الاستثماري، هكذا لخّص عبد الهادي الموقف، فيما أكد عبد الرحيم أن “مصر تظل منبرًا للسلام، ورسالتها أن إشعال المنطقة لا يخدم أحدًا”.