يحتفل عشاق الطرب الأصيل اليوم بذكرى ميلاد العندليب الأسمر، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1929 بقرية الحلوات في محافظة الشرقية، ليصبح لاحقًا واحدًا من أعظم الأصوات في تاريخ الغناء العربي، ورمزًا للفن الراقي الذي لا يزال حيًا في ذاكرة الأجيال.

شوف كمان: مسلسل بالطو بطولة عصام عمر يتصدر قائمة المشاهدة بعد عامين من عرضه
وُلِد عبد الحليم حافظ باسم عبد الحليم علي شبانة، وعاش حياة مليئة بالتحديات منذ طفولته، حيث فقد والدته بعد أيام من ولادته، وتوفي والده بعد فترة قصيرة، ورغم هذه المآسي، لم يتخلَ عن حلمه الفني، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية وتخرج منه عام 1948، ليبدأ بعدها مسيرة استثنائية من النجاح.
عبد الحليم حافظ.
مسيرة فنية لا تتكرر
قدّم عبد الحليم أكثر من 230 أغنية متنوعة بين العاطفية والوطنية والدينية، وتعاون مع أبرز شعراء وملحنين عصره، مثل محمد عبد الوهاب، كمال الطويل، بليغ حمدي، وصلاح جاهين، ومن أشهر أغانيه: “أهواك”، “جانا الهوى”، “زي الهوا”، “قارئة الفنجان”، و“حبيبتي من تكون”، كما شارك في عدد من الأفلام الناجحة التي جمعت بين الغناء والتمثيل، مثل “أبي فوق الشجرة” و“الخطايا”
كان عبد الحليم صوت الجماهير خلال فترات التحول السياسي والاجتماعي في مصر والعالم العربي، خاصة أثناء ثورة 23 يوليو، حيث غنى للوطنية والحرية والتغيير، ومن أشهر أغانيه الوطنية: “بالأحضان”، “صورة”، و“عدى النهار”
غموض حول علاقة العندليب بالسندريلا
تُعتبر علاقة عبد الحليم حافظ بالنجمة سعاد حسني، “السندريلا”، واحدة من أكثر القصص إثارةً للجدل في حياته، حيث شاركتهما الشهرة والنجومية في زمن الفن الذهبي، ورغم عدم تصريحهما رسميًا بوجود علاقة زواج، إلا أن الشائعات لاحقتهما لسنوات، خاصة بعد تداول تقارير تؤكد أنهما تزوجا سرًا في بداية الستينيات، واستمر الزواج عدة سنوات قبل الانفصال بهدوء.
مواضيع مشابهة: “أول فيلم للفنان السوري معتصم النهار في مصر بعنوان «حين يكتب الحب»”
وقد نشرت الكاتبة جانجاه عبد المنعم حسني، شقيقة سعاد، في كتابها “أسرار الجريمة الخفية” وثائق تدّعي أن العندليب والسندريلا تزوجا فعليًا بعقد عرفي، لكن الأمر ظل بلا تأكيد رسمي من أسرتي الطرفين، ويعتقد البعض أن التكتم كان لأسباب اجتماعية وفنية، خاصة في ظل نجومية الاثنين والتزامات عبد الحليم الصحية.
ما يزيد من رومانسية القصة هو ما ذكرته سعاد حسني لاحقًا في بعض الأحاديث النادرة عن “عبد الحليم الإنسان”، مشيدةً برقته وذكائه وكرمه، بينما تحدث مقربون من العندليب عن حبٍ صامتٍ كان يخفيه وراء ابتسامته ونجوميته.
وداع العندليب أحزن العالم
توفي عبد الحليم حافظ في 30 مارس 1977 عن عمر يناهز 47 عامًا بعد صراع طويل مع مرض البلهارسيا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يُقدّر بثمن، وقد شيّع جثمانه أكثر من 2.5 مليون شخص، في جنازة تُعد من الأكبر في تاريخ مصر الحديث.
وتُقام هذا الأسبوع عدة فعاليات احتفالية في دار الأوبرا المصرية ومراكز الثقافة في القاهرة، تشمل حفلات موسيقية لأغانيه، وعرض أفلام وثائقية عن حياته، إلى جانب ندوة عن تأثيره في الموسيقى العربية، بحضور نقاد وفنانين من مختلف الأجيال.