زار الدكتور ديورو ماتسوت، رئيس وزراء جمهورية صربيا، والوفد المرافق له، دير سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، وذلك في إطار زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية، ضمن جولة تشمل العديد من المواقع الأثرية والمتاحف المصرية.

شوف كمان: بعد 15 دقيقة من بدء الامتحان تداول صفحات الغش امتحان اللغة الأجنبية الثانية للثانوية
وكان في استقباله الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، والأنيا ديميتري ديمانوس، مطران دير سانت كاترين، حيث قاما بإصطحاب الضيف والوفد في جولة داخل الدير، شملت زيارة كنيسة التجلي، والمسجد الفاطمي، بالإضافة إلى المكتبة التاريخية التي تُعتبر واحدة من أقدم المكتبات في العالم، حيث تعرف الضيوف على ما تحتويه من مخطوطات نادرة ذات قيمة استثنائية، بما في ذلك المخطوطات الصربية المرتبطة بالقديس سافا ودوره البارز في تاريخ المكتبة.
وفي ختام الزيارة، أعرب رئيس الوزراء الصربي عن سعادته الكبيرة بهذه التجربة الفريدة، مشيدًا بالطابع الروحي والقيمة التاريخية العظيمة للدير، وما تتمتع به مدينة سانت كاترين من مقومات سياحية ودينية متميزة.
دير سانت كاترين: كنز تاريخي وروحاني في قلب سيناء
يقع دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء (جبل موسى) في قلب شبه جزيرة سيناء بجنوب مصر، ويُعتبر أحد أقدم الأديرة المسيحية المأهولة في العالم، مما يجعله وجهة رئيسية للزائرين من مختلف أنحاء العالم بسبب قيمته التاريخية والدينية.
تاريخ عريق وأهمية دينية
تأسس الدير في القرن الرابع الميلادي بأمر من الإمبراطورة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، ثم أمر الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول ببناء تحصينات حوله في القرن السادس الميلادي لحمايته، ويحظى الدير بأهمية دينية كبيرة لدى المسيحيين، حيث يُعتقد أنه بُني في الموقع الذي شهد النبي موسى الشجرة المشتعلة (العليقة المقدسة) التي كلم فيها الرب، ويُعتبر الدير مركزًا للحج المسيحي، حيث يجذب آلاف الزوار سنويًا.
من نفس التصنيف: أحمد موسى يتحدث عن أحداث الإسكندرية ويصفها بأنها درس قاسي لنا
معمار فريد وكنوز لا تقدر بثمن
يتميز الدير بأسلوبه المعماري الفريد الذي يجمع بين الطراز البيزنطي والقوطي، وقد صمد عبر القرون بفضل جدرانه الحصينة، ويضم الدير مجموعة هائلة من الكنوز التي لا تقدر بثمن، مثل:
- مكتبة الدير: تعد من أقدم المكتبات في العالم، وتحوي آلاف المخطوطات القديمة والنادرة باللغات اليونانية، والسريانية، والعربية، والقبطية، وغيرها، بما في ذلك نسخ نادرة من الإنجيل
- الأيقونات الفسيفسائية: يضم الدير أيقونات فسيفسائية نادرة تعود إلى قرون مضت، وتُظهر جمال الفن البيزنطي المبكر
- كنيسة التجلي: هي الكنيسة الرئيسية في الدير، وتضم بقايا القديسة كاترين
التعايش السلمي والحماية التراثية
على مر العصور، كان دير سانت كاترين رمزًا للتعايش السلمي، حيث تلقى الدير الحماية من الخلفاء المسلمين عبر التاريخ، بدءًا من العهد النبوي الشريف (العلاقة الشهيرة مع الرسول محمد)، وفي عام 2002، أدرجت منظمة اليونسكو الدير ومحيطه كموقع للتراث العالمي، تقديرًا لقيمته التاريخية والثقافية والدينية الفريدة، ويُعتبر الدير اليوم شاهدًا حيًا على التراث المسيحي الغني في مصر، ويستقطب الباحثين والسياح لاستكشاف تاريخه العريق وجماله الروحاني.