وحدة كيدون: السلاح السري للموساد في الصراع الصامت

تُعتبر وحدة كيدون واحدة من أكثر الوحدات غموضًا وسرية في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المعروف باسم الموساد، حيث تتخصص هذه الوحدة في تنفيذ عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية خارج الأراضي الإسرائيلية، وعلى الرغم من أن الموساد لا يعترف رسميًا بوجود هذه الوحدة، إلا أن العديد من التقارير والتحقيقات الدولية تشير إلى دورها المحوري في تنفيذ مهام استخباراتية معقدة حول العالم.

وحدة كيدون: السلاح السري للموساد في الصراع الصامت
وحدة كيدون: السلاح السري للموساد في الصراع الصامت

التسمية والانتماء

يرتبط اسم “كيدون” بمعناه الحرفي “الرمح” أو “الحربة”، مما يعكس الطبيعة الهجومية والدقيقة للعمليات التي تنفذها الوحدة، وتنتمي كيدون إلى قسم “قيساريا” داخل الموساد، والذي يُكلف بالعمليات السرية والخاصة.

مهام الوحدة

تتركز مهام كيدون على تنفيذ عمليات اغتيال مخططة تستهدف شخصيات يُعتبرها الأمن القومي الإسرائيلي تهديدًا، مثل قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، علماء في تطوير الأسلحة النووية، وأفراد من جماعات مثل حزب الله وحماس، كما تنفذ الوحدة مهام خطف وتخريب، وتُعرف باستخدامها لتقنيات متقدمة في التسلل والتخفي.

اختيار وتدريب الأعضاء

تُختار عناصر كيدون بعناية فائقة من بين نخبة القوات الخاصة الإسرائيلية، ويخضعون لتدريبات مكثفة تشمل فنون التمويه، التسلل، التسميم، القتال القريب، وكيفية التخلص من الأدلة لضمان سرية العمليات، ومن السمات المميزة للوحدة وجود عناصر نسائية ماهرات في التلاعب والاقتراب من الأهداف دون إثارة الشبهات، مما يضيف بعدًا آخر لعملياتها.

سرية مطلقة وتأثير دولي

تتسم وحدة كيدون بسرية قصوى نظرًا لحساسية مهامها، وهو ما يجعل الموساد يمتنع عن الاعتراف الرسمي بها، وقد ساهم هذا الغموض في إثارة الجدل حول أخلاقيات وأبعاد العمليات التي تنفذها، خصوصًا تلك التي تتم في دول أخرى دون علم حكوماتها، ما يطرح تساؤلات حول سيادة الدول والقانون الدولي.

انتقادات ومخاوف

تتعرض وحدة كيدون لانتقادات دولية بسبب تنفيذها عمليات اغتيال وتصفية خارج إطار القانون الدولي، إضافة إلى استخدام جوازات سفر مزورة مما يثير توترات دبلوماسية بين إسرائيل ودول غربية، كما تنظر العديد من المنظمات الحقوقية إلى هذه العمليات باعتبارها انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية والسيادة الوطنية.

تشكل وحدة “كيدون” الذراع الخفي والخطير للموساد الإسرائيلي في حربه غير المعلنة ضد خصومه، ورغم أن أسرارها لا تزال محاطة بالكتمان، إلا أن تأثير عملياتها يظهر جليًا في ميدان الصراع الدولي، حيث تُستخدم كأداة فعالة لاستهداف عناصر يعتبرها الاحتلال تهديدًا لاستقراره، تبقى كيدون واحدة من أكثر الوحدات الاستخباراتية إثارة للجدل، توازن بين النجاح الأمني وسجالات أخلاقية وقانونية عميقة.