إيران تضرب القواعد الأمريكية في قطر وخبير اقتصادي يحذر من تصعيد يهدد قناة السويس

قال الدكتور أحمد إمام، الخبير الاقتصادي، إن الضربة العسكرية التي نفذتها إيران على قاعدة أمريكية في قطر تمثل تصعيدًا خطيرًا في التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، وستؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد المصري.

إيران تضرب القواعد الأمريكية في قطر وخبير اقتصادي يحذر من تصعيد يهدد قناة السويس
إيران تضرب القواعد الأمريكية في قطر وخبير اقتصادي يحذر من تصعيد يهدد قناة السويس

وأوضح “إمام”، في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، أن السوق العالمي يتعامل بحساسية بالغة مع أي توترات في منطقة الخليج، مشيرًا إلى أن الضربة الصاروخية أدت إلى ارتفاع أسعار النفط فوق 80 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف من تعطل الملاحة في مضيق هرمز، الذي يُعد المصدر الرئيسي لنحو 20% من إمدادات النفط العالمية.

استمرار التصعيد وتهديد مضيق هرمز

وأضاف أن استمرار التصعيد وتهديد مضيق هرمز فعليًا قد يدفع الأسعار للارتفاع فوق 100 دولار للبرميل، ما يعني زيادة كبيرة في فاتورة الواردات البترولية لمصر، وزيادة الضغط على برنامج دعم الطاقة ومخصصات الموازنة العامة.

كما نبه “إمام” إلى أن الاضطرابات المتزايدة في الخليج تؤثر على حركة الملاحة البحرية وقناة السويس، التي تمثل مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة في مصر، مؤكدًا أن ارتفاع المخاطر الأمنية في المنطقة يدفع شركات الشحن لزيادة تكاليف التأمين، أو حتى إعادة توجيه السفن عبر رأس الرجاء الصالح، ما يقلل من عدد السفن العابرة لقناة السويس ويؤثر سلبًا على إيراداتها، والتي كانت قد تجاوزت 9 مليارات دولار سنويًا قبل أزمة البحر الأحمر.

وختم الخبير الاقتصادي بأن هذه المتغيرات تدعو إلى مزيد من الحذر والتخطيط الاقتصادي لتفادي أي تأثيرات سلبية متوقعة، في ظل الأوضاع الجيوسياسية المتقلبة.

مصر في الأساس تمر بمرحلة “حساسة اقتصاديًا”

 

ولفت إلى أن مصر في الأساس تمر بمرحلة “حساسة اقتصاديًا”، في ظل تضخم تجاوز 30% وصعوبات تمويلية، مؤكدًا أن أي ضغط إضافي ناتج عن ارتفاع أسعار النفط أو اضطراب تدفقات العملة الأجنبية قد يؤدي إلى زيادة أسعار الوقود محليًا أو تقليص مخصصات الدعم.

ورغم ذلك، أشار الدكتور أحمد إمام إلى أن مصر لا تزال قادرة على الصمود نسبيًا أمام الهزات الإقليمية، بفضل احتياطيات نقد أجنبي تتجاوز 40 مليار دولار.

بالإضافة إلى ودائع خليجية تم تجديدها مؤخرًا بقيمة تفوق 25 مليار دولار.

ودعم من صندوق النقد الدولي عبر تسهيلات متعددة.

ومرونة في السياسة النقدية وسعر الصرف.

ويرى الخبير أن هناك بعض المطالبات والإجراءات التي لابد من اتخاذها وهي.

1. ضرورة التحوط المالي وزيادة مخصصات بند الطوارئ في الموازنة الجديدة.

2. تسريع الخطط الحكومية لتنمية موارد الطاقة المحلية وخفض الاعتماد على الواردات.

3. تعزيز العلاقات الاقتصادية مع شركاء الخليج لتأمين التدفقات في أوقات الأزمات.

4. مراقبة التحركات الجيوسياسية وأثرها على سلاسل التوريد بشكل يومي.

مؤكدًا أن أي صدام مباشر بين إيران والقوات الأمريكية في الخليج لا يبقى في حدود جغرافية، بل يصل بتأثيره إلى القاهرة، عبر بوابة النفط والدولار وقناة السويس.