بينما تركز أنظار عشاق كرة القدم حول العالم على الولايات المتحدة الأمريكية، تستضيف البلاد النسخة الموسعة الأولى من البطولة بمشاركة 32 فريقًا، إلا أن هناك غمامة ثقيلة تلوح في الأفق قد تهدد استقرار هذا الحدث الرياضي الضخم.

مقال له علاقة: وكيل “بوبو” يتلقى اتصالًا من الزمالك واللاعب يرحب بالعرض
فقد أظهرت تقارير إعلامية أمريكية بارزة تصاعدًا مقلقًا في التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مما أثار مخاوف جدية بشأن التأثير المحتمل لهذه التوترات على استمرارية البطولة التي تُقام على الأراضي الأمريكية.
تحركات أمنية مكثفة ومخاوف استخباراتية:
أفادت شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، نقلاً عن مصادر موثوقة، بأن الولايات المتحدة تشهد تحركات أمنية مكثفة تحسبًا لأي هجمات محتملة قد تنجم عن هذا التصعيد، وأوضحت الشبكة أن سلطات إنفاذ القانون الأمريكية قد عززت من عمليات المراقبة والرقابة على “عملاء إيران” داخل الولايات المتحدة، وتأتي هذه التحركات في سياق تقارير رسمية تشير إلى توجيهات مباشرة من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كاش باتيل، لتعزيز مراقبة “الخلايا المحلية النائمة” المرتبطة بحزب الله اللبناني، المصنف كـ”منظمة إرهابية” من قبل الإدارة الأمريكية، منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران.
لطالما كانت مخاوف مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين قائمة على مدار سنوات طويلة بشأن قدرة إيران على تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة، وقد زادت هذه المخاوف بشكل كبير منذ حادثة مقتل قاسم سليماني، ونتيجة لذلك، خصص مكتب التحقيقات الفيدرالي مخصصات مالية ولوجستية كبيرة لمواجهة ما يعتبره “التهديد الإيراني”، مما يضع بطولة كأس العالم للأندية أمام تحدٍ أمني غير مسبوق، خاصة أنها تستقطب فرقًا وجماهير من شتى بقاع الأرض، مما يجعلها هدفًا محتملاً لأي أعمال عدائية.
لوائح الفيفا: “القوة القاهرة” تُهدد بإلغاء المونديال:
في ظل هذه التطورات الجيوسياسية، تُبرز لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بنودًا محددة تمنحه صلاحيات واسعة للتعامل مع مثل هذه الظروف الاستثنائية، أوضح الخبير اللوائحي نهاد حجاج في تصريحات خاصة “لمصراوي” أن هناك تأثيرًا مباشرًا على بطولة كأس العالم للأندية ناتجًا عن أحداث “القوة القاهرة” والحروب، حيث تخضع البطولة لأحكام محددة في لوائح الفيفا.
في أغلب لوائح الفيفا، خاصة في اللوائح العامة ولوائح المسابقات، يُعرف مصطلح القوة القاهرة بأنه: “حدث غير متوقع، لا يمكن السيطرة عليه، ولا يُعزى إلى أي طرف، ويجعل تنفيذ الالتزامات التعاقدية أو التنظيمية مستحيلاً كليًا أو جزئيًا”، وتشمل الأمثلة عادة الكوارث الطبيعية، والحروب، والنزاعات المسلحة، والأوبئة، والأعمال الإرهابية، والقرارات الحكومية المفاجئة، وغيرها من الظروف الخارجة عن إرادة الأطراف
صلاحيات الفيفا في كأس العالم للأندية:
تتضمن أحدث لوائح كأس العالم للأندية بندًا واضحًا تحت عنوان “حالات القوة القاهرة”، يمنح الفيفا الصلاحية الكاملة لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الجذرية، تشمل:
مقال له علاقة: فرجاني ساسي يجدد عقده مع الغرافة القطري في ضربة جديدة للزمالك
-تعديل مواعيد المباريات
-نقل البطولة بالكامل إلى دولة بديلة
-تعديل نظام البطولة (مثل تقليل عدد الفرق أو تغيير صيغة المباريات)
-إلغاء أو تأجيل البطولة بشكل كامل
.
ويُفصل الخبير اللوائحي تأثير الحروب والنزاعات كالتالي: إذا وقعت في الدولة المستضيفة، يجوز للفيفا سحب التنظيم من هذه الدولة ونقله فورًا إلى دولة أخرى بديلة تضمن سلامة المشاركين، وإذا وقعت في دولة أحد الأندية المشاركة، يمكن استبعاد الفريق المعني إذا ثبت عدم قدرته على السفر أو المشاركة، دون أن يُعتبر ذلك انسحابًا تعسفيًا يُعرضه للعقوبات، شريطة إثبات حالة القوة القاهرة بشكل موثق، وإذا أضرت بمناطق العبور أو الطيران، في حال تأثير الحرب على تنقل الفرق أو الجماهير عبر مسارات السفر الجوية أو البرية، يمكن تعديل الجدول الزمني للبطولة أو التنسيق الأمني لضمان سلامة الجميع
سوابق تاريخية للفيفا:
ليست هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الفيفا تحديات تفرضها ظروف القوة القاهرة، ففي السنوات الأخيرة، شهد العالم أمثلة واضحة:
جائحة كوفيد-19 (2020/2021): تم تأجيل كأس العالم للأندية ونقل بعض التصفيات، بناءً على بند القوة القاهرة
أحداث سياسية وأمنية: سبق أن تم نقل مباريات تصفيات أو بطولات إقليمية بسبب عدم استقرار أمني في مناطق مثل أوكرانيا وسوريا واليمن
واختتم خبير اللوائح بأن الفيفا تحتفظ بحق تعديل أو إلغاء أو إعادة هيكلة بطولة كأس العالم للأندية في حال وقوع “قوة قاهرة”، مثل الحرب أو النزاعات المسلحة، وفقًا لما تراه مناسبًا ومصلحة للبطولة والفرق المشاركة، وفي مثل هذه الظروف، لا تتحمل الأندية أو الاتحادات أي مسؤولية قانونية في حال عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها بسبب هذه الظروف الخارجة عن إرادتها، بشرط إثباتها بشكل موثق وشفاف، مما يعني أن مصير بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي ينتظرها الملايين، بات معلقًا بمدى استقرار المشهد الجيوسياسي العالمي