علق اللواء محمد الغباري، الخبير العسكري ومدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، على الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قواعد أمريكية في منطقة الخليج، مشيرًا إلى أن هذه الضربات قد لا تحمل طابعًا استراتيجيًا شاملًا، بل قد تكون رمزية تهدف إلى إرسال رسائل سياسية دون التصعيد إلى مواجهة كبرى.

مقال له علاقة: الحجاج يستمرون في رمي الجمرات الثلاث خلال اليوم الثاني من أيام التشريق
وفي تصريح خاص لموقع “نيوز روم”، أكد “الغباري” أن هذه الهجمات تتطلب تقييمًا دقيقًا للنتائج، محذرًا من الاستعجال في إصدار الأحكام حول طبيعة هذه العمليات.
وأضاف: “نحن أمام مشهد معقد، ولا يمكن النظر إلى كل تطور على أنه مواجهة كبرى بين القوى العظمى، فالأمر ليس ‘خناقة في حارة'”
وشدد “الغباري” على أن الولايات المتحدة لن تبقى صامتة في حال تعرضت قواعدها الحيوية لضربات فعلية، خاصة مع وجودها العسكري الواسع في الخليج الذي استثمرت فيه مليارات الدولارات عبر عقود طويلة.
وأشار إلى أن الهجمات الإيرانية لم تستهدف قواعد أمريكية بشكل مباشر من قبل، مما يطرح تساؤلات حول توقيت هذه الضربات وواقع جديتها.
تفاهمات أو تنسيق غير معلن
كما لفت إلى تصريحات أمريكية، منها ما صدر عن الرئيس دونالد ترامب، التي أكدت أن الضربات الأمريكية على المنشآت الإيرانية كانت معلنة مسبقًا، مما يثير احتمالية وجود تفاهمات أو تنسيق غير معلن بين الطرفين لتفادي تصعيد أوسع، خصوصًا في ظل حساسية الوضع النووي.
وأوضح “الغباري” أن إيران لو أرادت إرسال رسالة قوية فعلية، لكان من الأفضل لها استهداف مواقع أكثر حساسية أو استخدام تكتيكات مثل إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب، كما جرت محاولات سابقة عبر استخدام الزوارق الصغيرة المنتشرة في الجزر الاستراتيجية.
التسرع في تقييم الأحداث
وحذر الخبير العسكري من التسرع في تقييم الأحداث أو الحديث عن عمل عسكري شامل دون توفر معلومات دقيقة حول حجم الخسائر وتأثير الضربات، مؤكدًا أن الرد الأمريكي سيكون مرتبطًا بنتائج هذه الهجمات، وقال: “إذا لم تُسفر الضربات عن خسائر حقيقية، فمن غير المرجح أن يكون هناك رد فعل كبير، أما في حالة وقوع إصابات مباشرة وخسائر، فإن الرد سيكون واردًا وربما أكثر شدة”
من نفس التصنيف: مدبولي والوزراء يشهدون آخر استعدادات إطلاق خدمة الـ5G تحت سفح الأهرامات
الضربة الإيرانية
جدير بالذكر أن مجلس الأمن القومي الإيراني، قد أعلن اليوم الإثنين، أن العملية العسكرية التي استهدفت القاعدة الأمريكية في قطر، والتي تعرف بقاعدة العديد الجوية، نفذت دون أن تشكل أي تهديد أو خطر على دولة قطر أو شعبها.
وأوضح المجلس في بيان رسمي أن هذه العملية جاءت ردًا مباشرًا على الهجوم الأمريكي الأخير الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدًا أن الهدف من العملية لم يكن استهداف دولة قطر الشقيقة والصديقة بأي حال من الأحوال، بل تمت بعيدًا عن المناطق المدنية والمرافق السكنية القطرية للحفاظ على سلامتها.