أكد محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، أن أي تهديد يواجه منطقة الخليج العربي يعد تهديدًا مباشرًا لمصر، وذلك بسبب الروابط الثقافية والسياسية والأمنية والاقتصادية القوية التي تجمع بين الجانبين.

مقال مقترح: إعادة تشغيل المصانع المتعثرة في شعبة القطن كخطوة نحو النهضة الصناعية في مصر
وأوضح في تصريح خاص لـ “نيوز رووم”، أن تداعيات الضربة الإيرانية الأخيرة على إحدى دول الخليج لا تقتصر على الجوانب العسكرية، بل تمتد لتشمل آثارًا اقتصادية خطيرة، تبدأ بإغلاق المجال الجوي الذي يُلحق خسائر كبيرة بالدول الخليجية، وخاصة تلك التي تعتمد على السياحة.
كما يُتوقع أن تتأثر البورصات الخليجية سلبًا، مما قد يؤثر على جذب الاستثمارات الأجنبية، وهذا ينذر بكلفة اقتصادية متزايدة في حال تكرار مثل هذه الحوادث.
وعن تأثير ذلك على مصر، أشار عبد الرحيم إلى أن ملايين المصريين يعيشون ويعملون في دول الخليج، وتحويلاتهم تعد مصدرًا رئيسيًا للدخل القومي من العملة الصعبة، ووفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، فقد بلغت تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال عشرة أشهر حوالي 29.4 مليار دولار، يأتي جزء كبير منها من دول الخليج.
مواضيع مشابهة: مصر تحقق تقدمًا في تصنيف سرعة الإنترنت الثابت عالمياً وتتصدر إفريقيا بسبع مراكز خلال عام
وأضاف: “أي اضطراب في الخليج سيؤثر بلا شك على هذه التحويلات، مما سيشكل ضغطًا إضافيًا على سوق العمل في مصر نتيجة فقدان الفرص الوظيفية البديلة”
ولفت إلى أن البورصة المصرية تُظهر حساسية شديدة لمثل هذه الأحداث، مما قد ينعكس على أداء السوق في صورة هبوط متوقع، كما أن أسعار النفط، التي تتميز بعدم الاستقرار، قد ترتفع مما سيشكل ضغطًا إضافيًا على فاتورة الواردات المصرية.
وتابع: “لا يمكن تجاهل تأثير هذا التوتر على الاستثمارات الخليجية في مصر، والتي تُعتبر من أهم مصادر التمويل والاستثمار، وكذلك السياحة الخليجية التي قد تتراجع في حال اتساع نطاق التوتر”
أي اضطراب في الخليج سيؤثر على تحويلات المصريين
واختتم عبد الرحيم تصريحه قائلًا: “رغم كل ما سبق، أرى أن ما نخشاه يمثل السيناريو الأسوأ، ونحن حتى الآن بعيدون عنه، وأعتقد أن فرص التهدئة أكبر بكثير من فرص التصعيد، ومع ذلك، لا بد من تسليط الضوء على أن مكتسبات الاقتصاد الوطني تحتاج إلى مظلة حماية وطنية وردع استراتيجي يحميها من تقلبات الجغرافيا السياسية”