في حي “عتاقة” بمحافظة السويس، وتحديدًا داخل منزل بسيط في منطقة الكبانون، علت الزغاريد وانهمرت الدموع فرحًا مع إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية، فقد حصل الطالب إبراهيم محمد إبراهيم على المركز الأول على مستوى محافظة السويس، متوجًا رحلة من الاجتهاد والانضباط الأسري، ليصبح قدوة تُحتذى في التفوق والطموح المبكر.

من نفس التصنيف: افتتاح المتحف المصري الكبير يستدعي إجراءات طوارئ في محافظة الجيزة استعدادًا للحدث التاريخي
من بيت علم إلى طريق الهندسة
ولد إبراهيم ونشأ في أسرة علمية متميزة؛ فوالده دكتور في الكيمياء، ووالدته دكتورة صيدلانية، ورغم الخلفية الأكاديمية القوية للوالدين، إلا أن الأسرة اتخذت قرارًا استثنائيًا بعدم فرض المسار التعليمي على الابن، وتركه يحدد ميوله بحرية، وكان اختياره واضحًا منذ سنواته الأولى: “الهندسة”، تلك الكلمة التي سكنت قلبه وعقله، بتأثير واضح من جده لأمه، المهندس المتقاعد، والقدوة الكبرى في حياته.
تفوق لم يأت من فراغ
جاء حصول إبراهيم على المركز الأول تتويجًا لخطة منضبطة وبيئة أسرية مشجعة، فالطالب المتفوق لم يكن مجرد “آلة مذاكرة”، بل عاش توازنًا دقيقًا بين الدراسة والهوايات، وبين العلم والعبادة، في بيت تسوده قيم الالتزام والانضباط.
الجد.. معلم من نوع خاص
ارتبط إبراهيم بشكل خاص بجده المهندس، فكان رفيقًا له في الصلوات والنقاشات حول الكهرباء والمعمار والمشروعات، ما زرع في نفسه رغبة حقيقية في السير على دربه، لم يكن الجد مجرد فرد من العائلة، بل نموذجًا حيًا لما يمكن أن يكون عليه الإنسان الناجح علميًا وإنسانيًا.
صلاة وانضباط.. روح التفوق
تقول الأسرة إن الفضل في تفوق إبراهيم، بعد الله، يعود إلى التزامه الديني وحرصه على أداء الصلوات في أوقاتها، فقد تربى في بيت يحرص على الروحانية كما يحرص على التفوق العلمي، وكان أداء الصلوات مع والده وجده جزءًا لا يتجزأ من يومه، مما منحه صفاءً نفسيًا واستقرارًا انعكس بوضوح على مستواه الدراسي.
الأم.. القوة الدافعة
في قلب هذه المنظومة المتماسكة تقف الأم، “ترمومتر الأسرة” كما يصفها الزوج، كانت منظمة وقت إبراهيم بدقة، محفّزة له على خوض المسابقات العلمية، ولم تغفل يومًا عن تحفيزه لممارسة السباحة والبرمجة وألعاب الكمبيوتر النافعة، هي مَن أعطت للتفوق بُعدًا إنسانيًا وروحيًا، بلا ضغط أو توجيه قسري.
“اختر ما تحب”.. فلسفة الأب
يشدد والد إبراهيم على أن دوره لم يكن توجيهيًا بقدر ما كان داعمًا، قائلاً:
“أردته أن يحب ما يفعله، لا أن يفعله لأنه رغبة أبيه، لم أفرض عليه الكيمياء، رغم أنها مهنتي، بل اخترت أن أكون إلى جواره فقط، لا أمامه أو خلفه.”
شوف كمان: وزير العمل يقود الوفد المصري الثلاثي في مؤتمر العمل الدولي غداً
الحلم بدأ
مع إعلان النتيجة، بدأ إبراهيم فعليًا يرسم خطوته القادمة نحو كلية الهندسة، واضعًا نصب عينيه طموحًا كبيرًا، الحلم بدأ في بيت علم وعبادة، واستُكمل بخطة واضحة وعزيمة راسخة، والآن، يفتح له التفوق أبواب المستقبل.