في رسالة رسمية تعكس روح المحبة والوحدة الكنسية، قدّم غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، تهنئة حارة باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر إلى الرهبنة الفرنسيسكانية بمناسبة انتخاب مسؤول جديد لإقليم الأراضي المقدسة لرهبنة الإخوة الأصاغر.

من نفس التصنيف: تموين الأقصر يضبط 5 أطنان من الدقيق البلدي المدعم في إسنا مع صور
وجاء في نص التهنئة التي صدرت عن غبطته يوم 24 يونيو 2025، أن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، بكافة مؤسساته وهيئاته، يتقدم بأحر التهاني إلى الأب فرنشيسكو ليلبو بمناسبة انتخابه حارسًا جديدًا لإقليم الأراضي المقدسة، خلفًا للأب فرنشيسكو باتون الذي أنهى خدمته بعد سنوات من العطاء والتفاني.
تقدير لخدمة الأب فرنشيسكو باتون
وأشاد غبطة البطريرك في تهنئته بالدور الرعوي والروحي الذي قام به الأب فرنشيسكو باتون خلال فترة خدمته، مؤكدًا أنه أدى مهمته “بكل أمانة وإخلاص وتفانٍ”، وساهم في تعزيز الحضور المسيحي في الأراضي المقدسة، من خلال دعم الرسالة الفرنسيسكانية في القدس وسائر الأماكن المقدسة.
ويُعتبر الأب باتون من الشخصيات الروحية البارزة في الرهبنة الفرنسيسكانية، حيث خدم كحارس للأراضي المقدسة منذ عام 2016، وتولى مسؤولية التنسيق الرعوي والإداري والروحي للأديرة والكنائس التابعة للرهبنة في أماكن ذات أهمية روحية وتاريخية مثل القدس وبيت لحم والناصرة والجلجلة.
وتعكس هذه الإشادة اعتراف الكنيسة الكاثوليكية في مصر بجهود الرهبنة الفرنسيسكانية في الحفاظ على التراث المسيحي في الأرض المقدسة، وامتنانها للتاريخ الطويل الذي يربط بين الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط والرهبنات العالمية.
تهنئة للأب فرنشيسكو ليلبو ودعاء بخدمة مباركة
وفي الوقت نفسه، عبّر البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق عن تمنياته القلبية للأب فرنشيسكو ليلبو بالتوفيق والبركة في مهمته الجديدة، داعيًا له بخدمة مثمرة في حقل الرب، تواصل رسالة الكنيسة في نشر السلام والمحبة، وتعزيز روح الحوار بين الأديان والثقافات في منطقة تعتبر من أكثر مناطق العالم حساسية وتنوعًا.
وأكد غبطة البطريرك أن الكنيسة الكاثوليكية في مصر، بكل طوائفها ومؤسساتها، تصلي من أجل نجاح الحارس الجديد في أداء مسؤولياته الجليلة، وأنها تثمّن الدور الذي تلعبه الرهبنة الفرنسيسكانية منذ قرون في الأرض المقدسة، سواء في الجانب الرعوي أو الاجتماعي أو الثقافي.
ممكن يعجبك: طلاب كلية الحقوق بجامعة حلوان الأهلية يستعدون للتدريبات الصيفية
العلاقات التاريخية بين الكنيسة في مصر والرهبنة الفرنسيسكانية
وتُعتبر الرهبنة الفرنسيسكانية من أقدم الرهبنات الكاثوليكية التي ارتبطت بالوجود المسيحي في الشرق الأوسط، حيث بدأت خدمتها في الأراضي المقدسة منذ القرن الثالث عشر، بموجب تفويض بابوي يُعرف بـ”الحراسة الفرنسيسكانية للأماكن المقدسة”، وهو تفويض لا يزال قائمًا حتى اليوم.
وارتبطت الكنيسة الكاثوليكية في مصر بعلاقات متميزة مع الرهبنة، خاصة من خلال التعاون في الحج والاحتفال بالطقوس الدينية المشتركة وزيارات البعثات الرعوية.
وتُعتبر تهنئة البطريرك إسحق للأب ليلبو، في هذا السياق، بمثابة تجديد لروابط الأخوة والخدمة المشتركة، ورسالة دعم معنوية وكنسية لمهمة الحراسة الجديدة، التي تتطلب حكمة روحية وقيادة كنسية في بيئة مليئة بالتحديات الدينية والسياسية.
دعوة للوحدة والسلام في الأراضي المقدسة
واختتمت الرسالة الكنسية بالتأكيد على أن الكنيسة تصلي دومًا من أجل السلام العادل والشامل في الأرض المقدسة، ومن أجل استمرار حضور المسيحيين كشهود للرجاء والمحبة، رغم كل الظروف الصعبة، داعية لأن تثمر الجهود الكنسية والرهبانية في تعزيز رسالة المسيح في تلك البقعة المباركة.
وتعكس هذه التهنئة الروح الأصيلة للكنيسة الكاثوليكية في مصر، التي تنظر إلى خدمة الآخرين باعتبارها امتدادًا لرسالة المسيح، وتتواصل مع الكنائس الشقيقة بروح الشراكة والمسؤولية المشتركة تجاه قضايا الإيمان والإنسان.