شهدت أسعار اليوريا، أحد العناصر الأساسية في صناعة الأسمدة النيتروجينية، ارتفاعًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، حيث أن تفاقم هذه الأزمات قد يهدد سلاسل التوريد العالمية لهذه المادة الحيوية للإنتاج الزراعي

مواضيع مشابهة: جدول مواعيد صرف مرتبات يوليو 2025 مع الزيادة الجديدة
وأفادت مصادر في قطاع الزراعة أن أسعار الأسمدة شهدت زيادة خلال الأيام الماضية، بسبب توقف إمدادات الغاز الطبيعي لشركات الأسمدة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اليوريا بقيمة 200 دولار، مما ينعكس سلبًا على زيادة تكلفة طن الأسمدة
وأوضحت المصادر في تصريحات لموقع «نيوز رووم»، أن الزيادات قد تتضاعف إذا اتجهت المصانع لتصدير كميات أكبر من الموردة للسوق المحلية، في حال ارتفاع أسعار الأسمدة عالميًا مع عودة الإنتاج بكامل طاقته
كما أضافت أنه توجد مخاوف من أزمة تتعلق بتراجع حجم المحاصيل الزراعية وخفض إجمالي الإنتاج إذا استمرت الأزمة خلال الفترة المقبلة
وكانت شركات الأسمدة قد أعلنت في 13 يونيو الجاري عن توقفها الكامل عن الإنتاج، وبدء تنفيذ خطة الصيانة السنوية لمعداتها، بعد انقطاع إمدادات الغاز الحكومية بشكل كامل
وتلزم الحكومة منتجي الأسمدة في الأسواق المحلية بتوريد 55% من إنتاجها إلى الجمعيات التعاونية التابعة لوزارة الزراعة بسعر 4500 جنيه للطن، دعمًا للفلاح، بالإضافة إلى توريد 10% من الإنتاج إلى السوق المحلية الحرة، وتصدير الـ35% المتبقية
وفي هذا السياق، قال عمر السعيد الدجوي، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لتجار وموزعي الأسمدة، إن أسعار طن اليوريا ارتفعت بقيمة 200 دولار لتصل إلى 500 دولار، مقارنة بنحو 300 دولار في الفترة السابقة
وأوضح «الدجوي» في تصريحات لموقع «نيوز رووم» أنه من المتوقع أن تشهد أسعار الأسمدة زيادة في الأسواق خلال الفترة المقبلة، نتيجة ارتفاع أسعار اليوريا، مشيرًا إلى أن أسعار الأسمدة مرتبطة بشكل مباشر بسعر اليوريا في الأسواق العالمية
مقال له علاقة: اجتماع المركزي يحدد خريطة الفائدة على قروض التعليم في 4 بنوك
مصر من أهم الدول المنتجة للأسمدة الكيماوية خاصة اليوريا
وأشار إلى أن الزيادات قد تتضاعف في حال توجه المصانع لتصدير كميات أكبر من الموردة للسوق المحلية، إذا ارتفعت أسعار الأسمدة عالميًا مع عودة الإنتاج بكامل طاقته، مؤكدًا أن مصر تعد من أهم الدول المنتجة للأسمدة الكيماوية، وخاصة اليوريا
وعلى جانب آخر، قال الدكتور فوزي أبو العباس، عميد كلية الزراعة بجامعة هليوبوليس، إن ارتفاع أسعار الأسمدة لن يؤثر على أسعار السلع الزراعية في الوقت الحالي، حيث إن آليات العرض والطلب هي المتحكم الوحيد في تسعير المحاصيل
الفلاح هو الخاسر الأكبر في الأزمة
وأوضح أن الفلاح هو المتضرر الأكبر من هذه الأزمة، حيث إن زيادة أسعار الأسمدة إلى المستويات الحالية أدت إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج بشكل كبير، ورغم ذلك قد يضطر المزارع لبيع محصوله بخسارة في بعض الأحيان
وطالب «أبو العباس» وزارة الزراعة واللجنة التنسيقية للأسمدة بإرسال تقارير دورية عن أسعار الأسمدة وحجم إنتاج الشركات، بالإضافة إلى شن حملات رقابية للحد من تلاعب المصانع في الأسعار
كما أوصى عميد كلية الزراعة بشن حملات توعية للمزارعين للتعامل مع مخاطر الشائعات التي تُروج على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تستهدف إثارة القلق بشأن زيادة أسعار الأسمدة سواء الكيميائية أو البيولوجية في الأسواق
وقد تراجعت إجمالي قيمة صادرات الأسمدة خلال العام الماضي 2024 بنسبة 15.5%، حيث سجلت 2.18 مليار دولار، مقارنة بـ2.58 مليار دولار في عام 2023، بانخفاض قدره 399.88 مليون دولار، وفقًا لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء