رغم التحديات اليومية والضغوط المتزايدة التي يواجهها المجتمع المصري، تظل قيمة الشهامة متجذرة بعمق في وجدان الشعب، حيث تعتبر من أبرز الصفات التي تميز الشخصية المصرية عبر التاريخ، ففي كل أزمة أو موقف خطر، يظهر أبناء الوطن بروح التضحية والشجاعة، مستعدين لمد يد العون دون تردد، حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم.

مواضيع مشابهة: تنسيق الجامعات 2025 مع قرارات جديدة وخريطة كليات القدرات وشروط القبول
مواقف بطولية عديدة
تتجلى هذه الروح في مواقف بطولية عديدة، مثل قصة الطيار المصري الذي شارك بفخر تفاصيل موقف إنساني على مواقع التواصل الاجتماعي، حين فتحت مصر مجالها الجوي للطائرات القطرية رغم إغلاقه من دول أخرى، معبرًا عن الكرم المصري بكلمات بسيطة لكنها معبرة: “اتفضل عندنا”، موقف يؤكد أصالة المصريين وكرمهم حتى مع المختلفين
قرارًا شجاعًا
وفي مدينة العاشر من رمضان، تحولت حادثة تعطل شاحنة بنزين واندلاع النيران فيها إلى قصة بطولة، حيث لم يهرب السائق خالد عبدالعال من الموقف، بل اتخذ قرارًا شجاعًا بإبعاد الشاحنة عن المناطق السكنية، محققًا إنقاذًا حقيقيًا لحياة مئات الأشخاص معرضًا نفسه للخطر.
كما تكرر المشهد في منطقة الجيارة بالقاهرة مع السائق بلال، الذي تحرك بسرعة ليبعد شاحنته المشتعلة عن السكان، مانعًا وقوع كارثة محققة.
من نفس التصنيف: طلاب علمي علوم.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 للنظامين القديم والجديد
قيم متأصلة في الثقافة المصرية
رغم هذه المواقف البطولية اليومية، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي، وفق ما تؤكده الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، التي تشير إلى أن الشهامة والتضحية قيم متأصلة في الثقافة المصرية، لكنها تُهمل إعلاميًا لصالح التركيز على السلبيات، وتدعو خضر إلى ضرورة تقديم قدوات إيجابية عبر الإعلام والأعمال الفنية لتشكيل وعي الشباب وتعزيز القيم النبيلة لديهم.
بدورها، تؤكد الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، أن الشهامة ليست مجرد شعارات بل سلوك متجذر في المجتمع المصري، مستشهدة بمواقف الأبطال الذين تحركوا تلقائيًا دون تفكير، ووصفتهم بأنهم “نماذج حية تلهم الشباب وتشكل مصدر ثقة لهم”.
الشهامة المصرية ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي نبض حياة يستحق التقدير والدعم الإعلامي والفني، خصوصًا في زمن يحتاج فيه الشباب إلى قدوات حقيقية تبني مجتمعًا قويًا وواثقًا.