أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، أن بروكسل تمثل العدو الحقيقي لروسيا اليوم، مشيرًا إلى أن صورة الاتحاد الأوروبي الحالية تجعله يشكل تهديدًا لا يقل خطورة عن “الناتو”.

مقال له علاقة: تحذير إيراني بشأن اتفاق سعد آباد 2003 كخطأ استراتيجي يجب تجنبه
خطورة الاتحاد الأوروبي
وكتب مدفيديف عبر قناته على “تليجرام”: “بروكسل اليوم هي العدو الحقيقي لروسيا، وفي هذه الصورة المشوهة، يمثل الاتحاد الأوروبي تهديدًا لا يقل عن خطر حلف شمال الأطلسي”
وأشار إلى أن أوكرانيا لا يجب أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي، قائلاً: “ما يسمى بأوكرانيا في مكوّن الاتحاد الأوروبي يشكل خطرًا على بلدنا”
وأضاف: “يطمح الاتحاد الأوروبي إلى الانتقام من روسيا، ويسعى لتسليح نظام كييف بحيث يصبح غير قابل للهزيمة أمام روسيا”، وذكّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بأن الاتحاد الأوروبي يرسل مدربين لتدريب المسلحين الأوكرانيين على تنفيذ هجمات ضد الروس
ضم أوكرانيا للاتحاد
من جهته، أكد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وهي في حالة نزاع ليس خيارًا منصفًا لأعضائه، مذكّرًا بأن هدف تأسيس الاتحاد كان تحقيق السلام وليس خوض النزاعات، وكتب أوربان في منشور عبر منصة “إكس”: “أُسّس الاتحاد الأوروبي ليجلب السلام والازدهار للدول الأعضاء فيه، وقبول دولة في حالة حرب مع روسيا من شأنه أن يجرّ الاتحاد فورًا إلى صراع مباشر”، وفقًا لروسيا اليوم، وأضاف: “من غير العدل توقع مثل هذه المخاطرة من أي دولة عضو”
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات أوربان جاءت ردًا على دعوة الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، للاتحاد الأوروبي للإسراع في بدء مفاوضات مع كييف بشأن الانضمام إلى الاتحاد، وذلك عقب اليوم الأول من قمة الناتو.
تصعيد روسي متعمد
ويُعتبر موقف مدفيديف جزءًا من تصعيد روسي متعمد للخطاب السياسي في مواجهة ما تعتبره موسكو “تدخلاً أوروبياً مباشراً” في الصراع الأوكراني، خاصة بعد تزايد الدعم العسكري الأوروبي لكييف وتوسيع برامج التدريب والتسليح.
ويرى محللون أن روسيا بدأت تتعامل مع الاتحاد الأوروبي ليس فقط كخصم اقتصادي أو سياسي، بل كجهة فاعلة ميدانيًا في الحرب، مما يعزز احتمالية توسيع رقعة التوتر في القارة.
شوف كمان: تايوان تطالب الصين بالاعتراف بمجزرة تيانانمن
في هذا السياق، تعكس تصريحات رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل أوكرانيا والعلاقة مع موسكو، فبينما تدفع بعض الدول الكبرى نحو دمج أوكرانيا في المؤسسات الأوروبية بسرعة، تحذر دول أخرى من العواقب الاستراتيجية لذلك، سواء على استقرار الاتحاد أو على احتمالات نشوب مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، الأمر الذي يهدد بتفكيك وحدة القرار الأوروبي ويفتح الباب أمام أزمات داخلية غير محسوبة.