تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بذكرى مرور سبعة وخمسين عامًا على أول قداس احتفالي أُقيم في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية، والذي صادف يوم الأربعاء 26 يونيو عام 1968، وهو اليوم الذي شهد أيضًا افتتاح الكاتدرائية الجديدة التي بُنيت بدير الأنبا رويس، المعروف قديمًا باسم “دير الخندق”، في موقع مميز بقلب العاصمة المصرية.

مقال له علاقة: استمرار مواعيد العمل الصيفية للمحلات التجارية والمطاعم في المحافظات
هذا الحدث التاريخي جاء تتويجًا لجهود عظيمة قادها قداسة البابا كيرلس السادس، حيث جرى الاحتفال وسط حضور مهيب غير مسبوق تمثل في مشاركة بطاركة وأساقفة من كنائس العالم، وممثلين عن الطوائف المسيحية، بالإضافة إلى عدد من كبار رجال الدولة والضيوف الأجانب.
رفات القديس مار مرقس تعود إلى مصر
تميزت المناسبة بطابع روحاني وتاريخي فريد، إذ شهدت الكاتدرائية لأول مرة إيداع رفات القديس مار مرقس الرسول، كاروز الديار المصرية، داخل مزار خاص أسفل المذبح الرئيسي، وكانت هذه الرفات قد عادت إلى أرض مصر من البندقية (فينيسيا) وروما، في تتويج لجهود المساعي الكنسية لاستعادتها.
وُضع الصندوق الذي يحوي الرفات المقدسة على مائدة وسط شرقية هيكل الكاتدرائية خلال القداس الإلهي، الذي ترأسه البابا كيرلس السادس، وشاركه فيه البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وعدد من مطارنة السريان والهند والأرمن الأرثوذكس.
حضور الإمبراطور الإثيوبي
كما شهد الاحتفال حضور الإمبراطور هيلاسيلاسي الأول، إمبراطور إثيوبيا، والكردينال دوفال، رئيس البعثة الباباوية الرومانية، إلى جانب آلاف من الشعب القبطي الذين تجاوز عددهم ستة آلاف شخص، في مشهد وصفه المؤرخون بأنه غير مسبوق في تاريخ الكنيسة المعاصر.
موكب مهيب لإيداع الرفات
بعد انتهاء القداس، قاد البابا كيرلس السادس بنفسه موكبًا مهيبًا ضم الإمبراطور الإثيوبي والبطريرك السرياني، حيث تم إنزال الصندوق المقدس إلى مزار القديس مار مرقس المُعد خصيصًا أسفل المذبح الرخامي، وغطي بقطعة رخامية ضخمة.
وانتهت المناسبة التاريخية بترانيم مؤثرة أُنشدت بلغات متعددة، منها القبطية، والأثيوبية، والسريانية، والأرمنية، واليونانية، واللاتينية، والعربية، لتحيي روح كاروز مصر في أجواء من الإجلال والخشوع.
اقرأ كمان: تحقيق الصحة في ولادة مريضة إيدز بمستشفى قنا العام
يُعتبر هذا الحدث من أبرز المحطات في تاريخ الكنيسة القبطية، إذ تزامن مع احتفالات الكنيسة بمرور 19 قرنًا على استشهاد القديس مار مرقس، مما يؤكد استمرار رسالته في أرض الكنانة.