تشارك جمهورية مصر العربية، ممثلةً في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في فعاليات المنتدى العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في العاصمة التايلاندية بانكوك خلال الفترة من 24 إلى 27 يونيو الجارى، ويأتي ذلك في إطار حرص مصر على الإسهام الفعّال في صياغة مستقبل دولي قائم على الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

شوف كمان: زيادة 25% في أداء الطباعة والتغليف خلال أبريل 2025
الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
هذا وقد شاركت مصر في الاجتماع التأسيسي لشبكة الهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي (GNAIS)، في اليوم التمهيدي للمنتدى (24 يونيو) بصفتها عضوًا مؤسسًا في هذه الشبكة الدولية الناشئة، وتجسد هذه المشاركة الدور النشط الذي تضطلع به مصر كممثل للدول النامية الساعية إلى الاستفادة من الفرص التنموية الواعدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، مع إدراك كامل للتحديات الأخلاقية والتنظيمية المصاحبة لهذه التكنولوجيا المتسارعة، والتي باتت حاضرة في كافة النقاشات الدولية المعنية بالذكاء الاصطناعي.
كما شاركت الدكتورة هدى بركة، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية نيابة عن الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجلسة الوزارية رفيعة المستوى التي عقدت بعنوان: “الحوار حول التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي”، والتي تناولت أهمية بناء جسور التعاون متعدد الأطراف وتعزيز تبادل الخبرات بين الدول لوضع أطر تنظيمية وأخلاقية مشتركة، تكفل الاستخدام الآمن والعادل والشامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي
وفي كلمتها، أكدت على أهمية توجيه الذكاء الاصطناعي نحو خدمة الإنسانية ككل، وليس فقط خدمة الأسواق أو الفئات المحدودة، مشددة على التزام مصر بتطوير وتوظيف الذكاء الاصطناعي بما يتسق مع مبادئ الكرامة والعدالة والدمج، وهي ذات المبادئ التي تقوم عليها توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تدعمها مصر بقوة، وجاء في كلمتها:
“في مصر، نؤمن أن العدالة في الذكاء الاصطناعي تبدأ بتحقيق العدالة في إتاحة الوصول، والقدرات، والمشاركة الفعّالة في وضع السياسات والمعايير العالمية، نواجه تحديات هيكلية تشمل فجوات البيانات، ومحدودية البنية التحتية الحاسوبية، والحاجة لتعزيز القدرات المؤسسية والقانونية، ولكننا لا نعتبرها عوائق، بل دعوات لتعاون أعمق يضمن أن تكون التكنولوجيا قوة للعدالة والازدهار الإنساني”
ممكن يعجبك: أستاذ اقتصاد يؤكد أن مصر قادرة على لعب دور رئيسي في إعادة إعمار سوريا
وأضافت أن مصر تواصل جهودها من خلال تطبيق الإصدار الثاني من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي ترتكز على المبادئ الأخلاقية والتنمية الشاملة، إلى جانب استمرار العمل في مبادرات وطنية رائدة مثل “مبادرة أجيال مصر الرقمية” التي تُعنى بتأهيل الكوادر في مختلف المراحل العمرية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والسياسات العامة ذات الصلة، مع تركيز خاص على الأبعاد الأخلاقية والتأثير المجتمعي، كما أشارت إلى استثمارات مصر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة كالكشف المبكر عن الأمراض في المناطق النائية، ومجال الزراعة الذكية، ومعالجة اللغة العربية لتعزيز الشمول الرقمي والثقافي.
وأكدت الدكتورة هدى بركة على أهمية تعزيز التعاون الدولي في خمسة مجالات رئيسية تشمل: توسيع الوصول إلى البنية التحتية والنماذج مفتوحة المصدر، وتعزيز تبادل المعرفة بين دول الجنوب، والمشاركة الفاعلة في صياغة المعايير العالمية، وتقديم الدعم الفني لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاستثمار المشترك في مراكز أبحاث وابتكار إقليمية تركز على التطبيقات الحكومية والعدالة الاجتماعية والتكيف مع التغيرات المناخية
وقد شاركت الوزارة أيضًا في اليوم الأول من المنتدى في جلسة رفيعة المستوى تحت عنوان: “من تقييم الجاهزية إلى تعزيز القدرات المؤسسية والفنية والبشرية في مجال الذكاء الاصطناعي”، والتي تستعرض تجارب الدول التي أتمّت تطبيق منهجية تقييم الجاهزية الخاصة باليونسكو (RAM)، أو التي تعمل حاليًا على تنفيذها، جدير بالذكر أن مصر كانت قد أعلنت، مطلع العام الجاري، بدء تطبيق منهجية اليونسكو لتقييم مدى جاهزيتها في مجال الذكاء الاصطناعي، ومنذ ذلك الحين، تم تنظيم جلستي مشاورات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، إلى جانب سلسلة من اللقاءات مع ممثلين عن جهات حكومية، والقطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية، وذلك بهدف الوقوف على تقييم للواقع الوطني ومدى جاهزية مصر لتطبيق الذكاء الاصطناعي المسؤول
وتُعد منهجية اليونسكو أداة مرجعية شاملة تساعد الدول على قياس مدى توافق سياساتها الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي مع المبادئ الأخلاقية المتفق عليها دوليًا، كما توفر خارطة طريق لتعزيز القدرات المؤسسية والفنية والبشرية ذات الصلة، كما تواصل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مشاركتها في أيام المنتدى في عدد من الجلسات الهامة، من أبرزها الجلسة التي تنعقد تحت عنوان “القيادات النسائية في طليعة سياسات وتقنيات الذكاء الاصطناعي”، بدعم من منصة Women4Ethical AI التابعة لليونسكو، بهدف تسليط الضوء على الأدوار الريادية التي تضطلع بها القيادات النسائية في رسم السياسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ودفع الابتكار نحو مزيد من الشمولية والمسؤولية المجتمعية، هذا بالإضافة إلى جلسة نقاشية حول الآليات الوطنية للإشراف على الذكاء الاصطناعي والتي نظمتها شبكة الهيئات الإشرافية على الذكاء الاصطناعي (GNAIS) في أولى أنشطتها التي تجمع عددًا من الهيئات الإشرافية من مختلف أنحاء العالم، ومن المقرر خلال فعاليات هذه الجلسة، أن يتم الإطلاق الرسمي لهذه الشبكة.