ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية مساء أمس من كنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس والقوى الأنبا موسى بشارع 45 حي العصافرة بالإسكندرية، بحضور عدد من الآباء الأساقفة والكهنة وأبناء الكنيسة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

من نفس التصنيف: التاسع في الابتدائية الأزهرية ببني سويف يطمح لأن يصبح مهندس بترول
وحملت العظة عنوان “إيماننا القوي الذي نحياه”، في إطار سلسلة روحية وتعليمية تتناول ثمار الحياة المسيحية الحقيقية.
الإيمان المسيحي.. علاقة شخصية بالله الحي
أكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن الإيمان المسيحي هو ارتباط صميمي بشخص حي، هو الله، وليس مجرد فكرة أو تقليد، وأضاف: “الإيمان هو إدراك كيان حي لوجود الله، وعلاقة شخصية بين الإنسان وبين مسيحه، تتحول إلى حياة يومية مليئة بالرجاء والثقة”، واستشهد بالآية: “أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي” (مز 23: 4)، مشيرًا إلى أن هذا الإدراك يجعل الإيمان سندًا دائمًا في الحياة
مقال مقترح: وفد دبلوماسي من بعثات الاتحاد الأوروبي يزور وكالة الفضاء المصرية
صفات المؤمن الحقيقي
تحت عنوان “من هو المؤمن المسيحي؟”، أوضح البابا تواضروس الثاني أن المؤمن هو من يجعل الله مركزًا لحياته، قائلًا: “يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ”، وتابع: “المؤمن هو من يحفظ الوصايا بمحبة، ويجعل الله ساكنًا في قلبه باستمرار، ويتمسك بإيمانه الأرثوذكسي القويم، مع استقامة الفكر والسلوك”
وشدد قداسته على أهمية التمسك بالتقليد الكنسي، والاقتداء بالمرشدين الأمناء، كما ورد في الرسالة إلى العبرانيين: “اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم” (عب 13: 7)
كيف يحيا الإنسان الإيمان المسيحي باستمرار؟
أوضح البابا تواضروس الثاني أن الله يسعى دائمًا إلى الإنسان لأنه يحبه، ويحترم حريته، قائلًا: “نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولًا” (1 يو 4: 19)، ولكي يثبت الإنسان في هذا الإيمان، عليه أن يحيا التوبة الحقيقية، مثلما فعل زكا عندما قال: “ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف” (لو 19: 8)
دعوة لحياة إيمان حي
وفي ختام العظة، دعا البابا تواضروس الثاني المؤمنين إلى تجديد علاقتهم بالله باستمرار، والسعي لنمو الإيمان عبر الصلاة والتوبة وخدمة الآخرين، مؤكدًا أن الإيمان الحقيقي يُترجم إلى محبة عملية وتقديس للحياة اليومية في ضوء الإنجيل.