تحتل ذكرى رأس السنة الهجرية مكانة خاصة في قلوب المصريين والعرب، فهي لا ترتبط فقط بالشعائر الدينية والاحتفالات الروحانية، بل تمتد لتشمل الفن السابع، حيث لعبت السينما دورًا بارزًا في نقل سيرة الدعوة الإسلامية ونشر القيم النبيلة من خلال أفلام دينية خالدة، لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في وجدان الجمهور حتى يومنا هذا.

مواضيع مشابهة: إيرادات الأمس: 4 أفلام تقترب من 3 ملايين جنيه والمشروع X في الصدارة
وفي كل عام، تسعى القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية لإعادة عرض هذه الأعمال السينمائية التي شكلت وعي أجيال متعاقبة، لما تحمله من معانٍ دينية وإنسانية وقيم تاريخية، وفيما يلي أبرز تلك الأعمال:
“الشيماء”.. قصة الأخت في الرضاعة
يُعتبر فيلم “الشيماء” من أبرز الأفلام الدينية في تاريخ السينما المصرية، حيث يروي قصة شقيقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، والتي تدعى الشيماء، ابنة حليمة السعدية وزوجها الحارث بن عبد العزيز، تدور أحداث الفيلم حول نشأتها في بني سعد وتفاعلها مع بداية الدعوة المحمدية، حيث تتناول الصراع مع زوجها “بيجاد” الذي كان يكنّ عداءً شديدًا للرسول، مما خلق خطًا دراميًا إنسانيًا عاطفيًا ومؤثرًا.
الفيلم تم إنتاجه عام 1972، وقامت ببطولته النجمة سميرة أحمد، وشاركها في البطولة أحمد مظهر، توفيق الدقن، أمينة رزق، محسن سرحان، حسن البارودي، وغسان مطر.
مقال مقترح: مشيرة إسماعيل ترفض اعتذار آية سماحة والنقابة ستدافع عن حقوقها
“الرسالة”.. توثيق بصري لميلاد الإسلام
أما الفيلم العالمي “الرسالة” للمخرج مصطفى العقاد، فقد نُفذ بإصدارين (عربي وإنجليزي)، ويعتبر من أبرز الأفلام التي وثّقت نشأة الإسلام والظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة ببعثة النبي محمد، ينقل الفيلم الصراعات التي خاضها المسلمون الأوائل في مكة وما تعرضوا له من اضطهاد وتعذيب على يد كفار قريش، منذ بداية الدعوة وحتى الهجرة.
النسخة العربية من الفيلم أُنتجت عام 1977، وشارك فيها عبد الله غيث، حمدي غيث، محمد العربي، منى واصف، سناء جميل، عبد الوارث عسر، أشرف عبد الغفور، ومحمد وفيق، وهو عمل سينمائي ضخم لا يزال يلقى تقديرًا عالميًا حتى الآن.
“ظهور الإسلام”.. رصد التحول من الجاهلية إلى التوحيد
يرصد فيلم “ظهور الإسلام”، الذي تم إنتاجه عام 1951، الحياة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، من عبادة للأصنام وانتشار للفساد والجهل، إلى التحول الجذري الذي حدث بعد بعثة النبي محمد والدعوة إلى التوحيد.
يُعتبر الفيلم من أوائل الأعمال التي تناولت هذه الفترة التاريخية المهمة، وشارك في بطولته عدد من النجوم، أبرزهم: أحمد مظهر، سعد أردش، توفيق الدقن، وعبد الحفيظ التطاوي
“هجرة الرسول”.. دراما إنسانية من قلب الجاهلية
أما فيلم “هجرة الرسول”، فهو عمل درامي مؤثر أُنتج عام 1964، يجمع بين الجانب التاريخي والإنساني، حيث تبدأ قصته قبل بعثة النبي، وتتناول حياة مجموعة من الشخصيات التي تعاني في ظل مجتمع جاهلي لا يعرف الرحمة.
يتناول الفيلم قصة “سارة” الراقصة التي تعيش على أموال الحجاج الوثنيين، إلى جانب قصة العبد “فارس” والأمة “حبيبة” الذين يتعرضون للاضطهاد، قبل أن تشرق الدعوة المحمدية ويعلنان إيمانهما، ويبدآن في الدفاع عن النبي ودعوته.
الفيلم من بطولة ماجدة، إيهاب نافع، سميحة توفيق، حسن البارودي، إبراهيم السيد، ولطفي عبد الحميد.
“فجر الإسلام”.. رحلة النور وسط ظلام الجاهلية
يُسلط فيلم “فجر الإسلام”، إنتاج عام 1971، الضوء على التحوّل الفكري والروحي الذي أحدثه الإسلام في الجزيرة العربية، من حياة مليئة بالجهل والخرافات والانحلال الأخلاقي، إلى دعوة للعلم والإيمان والتوحيد.
تدور القصة حول شيخ قبيلة يؤمن بالدعوة الإسلامية مبكرًا، ويسعى لنشرها بين أبناء قبيلته، متحديًا الأفكار الجاهلية السائدة، في رحلة تمتلئ بالصراعات الفكرية والعاطفية.
شارك في بطولة الفيلم محمود مرسي، سميحة أيوب، ويحيى شاهين، وهو من أبرز الأفلام التي جسدت روح الإسلام الأولى.
هذه الأفلام ليست مجرد أعمال سينمائية، بل وثائق فنية وتاريخية استطاعت أن تمزج بين الدراما والرسالة، وجسّدت قصصًا من السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي في قالب درامي مؤثر، مما يجعلها أعمالًا جديرة بالمشاهدة في كل مناسبة دينية، خاصة في رأس السنة الهجرية، لما تحمله من قيم الإيمان، والصبر، والدعوة إلى الخير والسلام.