كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، عن أسباب تهديد إيران بالانسحاب من مفاوضات معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية NPT، عقب القصف الذي تعرضت له منشآتها النووية من قبل أمريكا وإسرائيل، مؤكدًا أن طهران لن تسمح بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مقال مقترح: الدفاع الإيرانية تؤكد قدرتها على كسر ظهر إسرائيل وخامنئي لم يعلن حالة الحرب بعد
تباين مواقف إيران وأمريكا
وأشار الدكتور طارق فهمي، في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، إلى أن المفاوضات وفقًا للطرح الأمريكي من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب يفترض أن تبدأ الأسبوع المقبل، لكننا لا نعلم أي بنود سيتم الاتفاق عليها، ومع ذلك يبدو واضحًا أن هناك مواقف متباينة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن الموقف الأمريكي يؤكد أن المفاوضات ستركز على القضايا الرئيسية مثل المنشآت النووية ونسب التخصيب والتحركات الخاصة لمفتشي الوكالة، لكن الوضع بالنسبة لإيران غير واضح حيث تتحدث طهران عن أربعة خيارات.
وكشف “فهمي” عن الخيارات الإيرانية الأربعة، وهي: “الأول: العودة إلى المفاوضات من حيث انتهت، الثاني: السماح للمفتشين بالعودة إلى المنشآت النووية وتفتيش بعضها وليس كلها، الثالث: التهديد بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية NPT، والرابع: مناقشة ملف العقوبات وهو الخيار الأكثر خطورة”.
ولفت إلى أننا أمام موقفين يبدو أنهما متعارضان، مضيفًا أنه حتى تبدأ المفاوضات، سيكون هناك مراوغة من الإيرانيين بسبب الوضع الداخلي الإيراني الذي يعتبره البعض موقفًا هزليًا برجماتي واقعي يتحدث عن أولويات وترتيبات.
التهديد بالانسحاب من NPT أسوأ خيار
وتساءل الدكتور طارق فهمي عن الخيارات المتاحة أمام الإدارة الأمريكية للتعامل مع المشهد الحالي، مؤكدًا أنها لا تملك الكثير، مشيرًا إلى أن الوضع يشير إلى تباينات وتجاذبات خلال الساعات الأخيرة، كما أن البدائل الإيرانية شبه معدومة أو غير فعالة، لأن التهديد بالانسحاب من NPT يعد أسوأ خيار.
إيران لن تسمح بدخول المفتشين
وأوضح أن هناك خيارات قائمة على التفاوض من أجل التفاوض والوقت، كما أنه لن يُسمح لمفتشي الوكالة بالدخول، لأنه في حال دخولهم سيكتشفون التفاصيل وسيكون هناك تأكيدات بأن البرنامج ربما تعثر، وقد لا تكون العديد من المنشآت قد تعرضت للإصابة، مما سيحسم الجدل الدائر في أمريكا وإسرائيل حول قدرات إيران.
وشدد أستاذ العلوم السياسية على أنه سيكون هناك مراوغات من إيران، متابعًا أن الإيرانيين لن يسمحوا بدخول المفتشين بسهولة، وإذا سمحوا بذلك، سيكون الأمر مقتصرًا على بعض المنشآت التي تعرضت لأضرار دون تأثير كبير.
أين اتجه اليورانيوم؟
وأكد “فهمي” أن النقطة الأهم التي تشغل الوكالة الدولية حاليًا هي معرفة وجهة اليورانيوم، حيث لا يعلمون حتى الآن ما إذا كان قد انتقل إلى دولة ثالثة أو تم تخبئته داخل إيران في مناطق آمنة، مضيفًا أنه لا أحد يعرف والجميع يتكهن.
ثوابت في الأزمة
وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور طارق فهمي أن المشهد يتجه إلى سيناريو مفتوح لا يمكن الجزم فيه بأن أي طرف حقق أهدافه، لكن هناك ثوابت في الأزمة الإيرانية الإسرائيلية، وهي:
أولًا: ستستمر إيران في المراوغة السياسية والاستراتيجية لأطول فترة ممكنة،
ثانيًا: تعطل عمل الوكالة تحت أي مسمى، باعتبار أنها تتضامن مع الموقف الأمريكي والإسرائيلي،
اقرأ كمان: طرابلس تشهد تجمعات ضخمة للمطالبة برحيل الدبيبة وإنهاء حكومة الوحدة
ثالثًا: هناك تلميحات لخلافات أمريكية إسرائيلية حول مستقبل التعامل بين الطرفين، حيث تدخلت محاكمة نتنياهو وستظهر تفاصيل كل طرف،
رابعًا: هناك خلافات كبيرة داخل الإدارة الأمريكية بدأت تظهر، حيث أفاد مندوب CIA أن المنشآت لم تتضرر بالصورة الكاملة كما تم التصريح، مما يشير إلى وجود تضليل في المعلومات.