أعلنت السفارة الأمريكية في روسيا، يوم الجمعة، مغادرة السفيرة لين ترايسي لمنصبها بعد فترة اعتبرت من “أصعب المراحل في العلاقات بين موسكو وواشنطن”، وأكدت السفارة أن ترايسي قدمت نموذجاً مميزاً للدبلوماسية الهادئة والتفاني خلال فترة خدمتها في موسكو، حيث نشرت ترايسي رسالة وداع عبر تطبيق “تيليجرام” قالت فيها: “أفخر بتمثيل بلادي في موسكو خلال هذه الفترة العصيبة”، وأضافت السفارة في منشور على منصة “إكس”: “نشكر السفيرة ترايسي على دبلوماسيتها الثابتة، واحترامها العميق للثقافة الروسية، والتزامها بالحوار حتى في أحلك الظروف”.

من نفس التصنيف: مكالمة هاتفية مرتقبة بين ترامب وماسك لتهدئة التوتر المتصاعد
مسيرة دبلوماسية طويلة
لين ترايسي، الدبلوماسية المخضرمة، بدأت مهامها كسفيرة لدى روسيا في يناير 2023 خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، وتمتلك خبرة واسعة في مناطق معقدة، إذ عملت سابقاً في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة مثل أرمينيا وكازاخستان وتركمانستان، كما شغلت مناصب دبلوماسية في كل من باكستان وأفغانستان، ورغم أهمية المنصب، لم تكشف السفارة الأمريكية عن أسباب مغادرتها أو عن اسم خليفتها، وسط مؤشرات إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تسعى لتغيير عدد من السفراء المعيّنين في عهد بايدن.
تغيير متبادل في التمثيل الدبلوماسي
ويأتي رحيل ترايسي بعد تعيين ألكسندر دارتشييف سفيراً جديداً لروسيا في واشنطن، خلفاً لأناتولي أنتونوف الذي غادر منصبه في أكتوبر الماضي، من جهته، صرّح دارتشييف عقب لقائه بالرئيس ترمب أن السفارة الروسية ستبذل جهوداً “لاستعادة العلاقات الأمريكية-الروسية وإعادتها إلى طبيعتها”.
شوف كمان: تفاصيل عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية بعد 18 شهراً من التخطيط
جهود دبلوماسية لوقف الانهيار في العلاقات
في ظل استمرار تداعيات الحرب في أوكرانيا، بدأت إدارة ترامب باتخاذ خطوات ملموسة لتحسين العلاقات مع موسكو، شملت لقاءات ومشاورات دبلوماسية، وكان من أبرز هذه المبادرات، اتفاق الطرفين في مارس الماضي خلال محادثات “الرياض” على مجموعة مبادئ تمهّد لتحسين العلاقات، منها:
- تسريع تعيين السفراء واستئناف المشاورات بين نواب وزراء الخارجية
- إزالة القيود المفروضة على أنشطة البعثات الدبلوماسية
- تشكيل فريق أميركي رفيع للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا
- بدء حوار حول التعاون في الاقتصاد والطاقة والفضاء
- العودة إلى المسار الدبلوماسي: تحديات مستمرة
تعاني السفارتان الأمريكية والروسية منذ سنوات من قيود دبلوماسية متبادلة، شملت صعوبة الحصول على الاعتمادات الرسمية وتجميد ممتلكات دبلوماسية، ما أعاق أداء البعثتين، وتأمل العاصمتان، عبر هذه الجهود، في إعادة ضبط العلاقات على أسس أكثر عقلانية وتعاوناً، رغم بقاء الخلافات الجوهرية حول ملفات استراتيجية كبرى.