تسعى نائبة الرئيس الأمريكية السابقة، كامالا هاريس، إلى اختبار فرصها للترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في انتخابات 2026، لكنها تواجه فتورًا ملحوظًا من ممولي الحزب الديمقراطي، لا سيما بعد خيبة الأمل التي شهدتها حملتها الرئاسية في 2024، وفقًا لتقرير لصحيفة بوليتيكو الأمريكية.

مواضيع مشابهة: ترامب غير واثق من نجاح الضربات ويؤكد عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي
حملة هادئة واتصالات استراتيجية
بدأت هاريس مؤخرًا في تنفيذ حملة غير رسمية تضمنت لقاءات خاصة، ومكالمات شخصية، وزيارات شكر للداعمين المقربين، بالإضافة إلى تكليف فريقها بدراسة عدة مسارات محتملة تشمل الترشح السياسي أو إطلاق مبادرة خيرية.
تركز هاريس في تحركاتها الحالية على قياس نبض داعميها التاريخيين، خاصة أولئك الذين وقفوا بجانبها منذ بداياتها كمدعية عامة في سان فرانسيسكو، حيث عقدت اجتماعات مغلقة في منازل ممولين بارزين، وقد وصفها البعض بأنها “لقاءات اجتماعية ذات مغزى سياسي”، خاصة مع اقتراب المهلة التي حددتها هاريس لنفسها لاتخاذ القرار.
مقال مقترح: جريتا ثونبرج تدعو للإفراج عن طاقم السفينة مادلين بعد ترحيلهم إلى باريس
ووفق مصدر مقرب منها نقلت عنه بوليتيكو، فإن الاهتمام الأكبر لدى هاريس حاليًا منصب على انتخابات 2026، بالرغم من أنها لا تستبعد العودة إلى السباق الرئاسي في 2028.
مخاوف من الماضي القريب
أعرب عدد من كبار الممولين في كاليفورنيا عن قلقهم من أن ترشح هاريس قد يعيد فتح جراح الانتخابات السابقة، حيث انتهت حملتها الرئاسية المثقلة بالنفقات بخسارة مدوية وديون باهظة، كما يشكك البعض في امتلاكها لخطة انتخابية واضحة تقنع الناخبين وتستقطب الدعم المالي.
وصرّح أحد الداعمين السابقين لحملتها، أن مجرد ذكر اسم هاريس “يُعيدنا إلى صدمة 2024″، مضيفًا: “هي تذكير غير مرغوب فيه بتلك اللحظة الصعبة التي شعر فيها الديمقراطيون بالخداع”
ما زالت تملك الأفضلية
رغم هذه التحفظات، يرى مقربون منها أن هاريس ما تزال تملك نقاط تفوق واضحة على منافسيها المحتملين، مستشهدين بصعوبة جمع التبرعات التي يواجهها المرشحون الآخرون، مما يشير إلى أن الكثير من الممولين ربما ينتظرون قرارها الرسمي قبل أن يعلنوا دعمهم المالي لأي طرف.
تحديات ما بعد الترشح
تشير الصحيفة إلى أن دخول هاريس السباق سيضعها في مواجهة تحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة في كاليفورنيا، بما في ذلك إعادة الإعمار بعد الكوارث البيئية، وتهديدات السياسات الفيدرالية تجاه الهجرة والتجارة، والضغوط الاجتماعية داخل واحدة من أكثر الولايات تنوعًا في أمريكا.
وقال المحامي والمانح الديمقراطي جو كوتشيت: “إذا قررت خوض السباق، فستواجه ملفات شائكة وحساسة للغاية”
ومع ذلك، يؤكد مقربو هاريس أن حجم التحديات لا يُرهبها، وهي تدرك تمامًا أن منصب حاكم الولاية الأكثر سكانًا في الولايات المتحدة ورابع أكبر اقتصاد عالمي ليس بالمهمة السهلة.