وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضربة الجوية التي نفذتها بلاده ضد المنشآت النووية الإيرانية بأنها “محو تام”، مؤكدًا أن القصف أعاد البرنامج النووي الإيراني عقودًا إلى الوراء، وأضاف: “لا أريد أن أذكر هيروشيما وناغازاكي، لكن النتيجة واحدة.. لقد أنهت هذه الضربة الحرب”، مشيرًا إلى المواجهة التي استمرت نحو أسبوعين بين إيران وإسرائيل

شوف كمان: روسيا الشريك الاستراتيجي الأهم لإيران وقرارها جاء متأخرًا بحسب خالد عكاشة
تشكيك استخباراتي
وفي تصريح حازم، لوّح ترامب بإعادة القصف إذا استأنفت إيران بناء منشآتها النووية، ورغم التصريحات المتفائلة من إدارة ترامب، شككت تقارير إعلامية واستخباراتية أميركية في مدى فاعلية الضربات، حيث أشار تقييم أولي من وكالة استخبارات الدفاع إلى أن الضربات عطلت البرنامج الإيراني لبضعة أشهر فقط دون تدميره.
مواضيع مشابهة: البنتاجون يكشف تفاصيل مثيرة بشأن يورانيوم إيران المخصب
ورفض ترامب هذه التقديرات، واعتبرها غير قاطعة، قائلًا: “لا نعرف بدقة، لكنني أعتقد أن الدمار كان شاملًا”، وساندته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، التي أكدت أن إسقاط 14 قنبلة زنة كل منها 30 ألف رطل “يعني تدميرًا كاملًا”
في السياق ذاته، أوضح محللون أن الأضرار الحقيقية، خاصة في منشأة فوردو المحصّنة تحت الأرض، قد لا تكون واضحة عبر صور الأقمار الصناعية فقط.
مواقف دفاعية
ودافع وزير الخارجية ماركو روبيو عن نتائج الضربات، معتبرًا أن إيران أصبحت “أبعد من أي وقت مضى عن امتلاك سلاح نووي”، كما شكك وزير الدفاع بيت هيغسيث في مصداقية تقييم وكالة استخبارات الدفاع، واصفًا التقرير بأنه أولي وذو “ثقة منخفضة”، ملمّحًا إلى احتمال وجود دوافع سياسية خلف تسريبه.
رد إيران وإسرائيل
من جانبها، أكدت إيران أن منشآتها النووية تضررت “بشدة”، بحسب متحدث باسم خارجيتها، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال إن الضربة “أزالت خطر الإبادة النووية”، وأضاف أن إسرائيل “تخلصت من تهديدين وجوديين: البرنامج النووي الإيراني وتهديد 20 ألف صاروخ باليستي”
عودة للمفاوضات؟
في تحول لافت، أعلنت إدارة ترامب نيتها التفاوض مع إيران خلال الأسبوع المقبل، مع تأكيد ترامب أن بلاده ستطلب من طهران وقف برنامجها النووي تمامًا، إلا أن الرئيس الأمريكي عاد ليهدد بضربات جديدة إذا استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم.
الوكالة الدولية: الأولوية للتقييم
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن الأولوية القصوى الآن هي السماح لمفتشي الوكالة بالعودة إلى المنشآت الإيرانية لتقييم الأضرار والتحقق من كمية المواد النووية المتبقية، وقال إن إيران أبلغت الوكالة باتخاذ “إجراءات خاصة” لحماية المواد النووية، دون الكشف عن تفاصيل.
مواقف دولية
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أن بلاده تجري تقييمها الخاص لحجم الأضرار، أما روسيا، فأشارت إلى أنه “من المبكر جدًا” إصدار أي تقييم دقيق، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي دعا إلى الانتظار حتى تتوفر معلومات أكثر وضوحًا.