إمكانية بناء إيران لقنبلة نووية سراً دون اكتشافها من قبل إسرائيل وفقاً لآراء الخبراء

قبل أربعة أعوام، اغتيل العالم الإيراني البارز محسن فخري زاده، الذي كان أحد المعماريين الرئيسيين لمشروع “عماد” السري لتطوير السلاح النووي، وذلك في هجوم مسيّر عن بُعد أثناء توجهه بسيارته لقضاء العطلة مع زوجته، حيث تم تنفيذ الهجوم عبر رشقات نارية أطلقها رشّاش آلي مثبت على شاحنة مجاورة، مما كشف عن هشاشة الأمن الإيراني أمام الاختراقات الإسرائيلية رغم تعقيد المشروع.

إمكانية بناء إيران لقنبلة نووية سراً دون اكتشافها من قبل إسرائيل وفقاً لآراء الخبراء
إمكانية بناء إيران لقنبلة نووية سراً دون اكتشافها من قبل إسرائيل وفقاً لآراء الخبراء

ضرب استراتيجي.. دلالة السيطرة الإسرائيلية

يؤكد هذا الهجوم على فخري زاده والدور الإسرائيلي في اغتيالات علماء آخرين مختصين بالشأن النووي، مما يعكس مدى الاختراق الاستخباراتي لإسرائيل داخل إيران، وقد أشار محللون سابقون إلى أن إسرائيل قادرة على اختراق الأمن النووي الإيراني واستهداف القادة، من خلال توظيف قدراتها الجوية والتسللية المتقدمة، وهو ما يتطلب من إيران التفكير في استراتيجية أمنية جديدة.

الخيار الصعب: الاستمرار النووي أم التنازل مقابل طوق نجاة؟

يواجه النظام الإيراني اليوم خيارين صعبين:

  • إما التوصل إلى تسوية مع واشنطن تتضمن التخلي عن تخصيب اليورانيوم،
  • أو إعادة إطلاق مشروع “عماد” السري رغم المخاطر الأمنية، بما تبقى من قدرات تقنية.

وقد حذر السيناتور الأمريكي السابق إريك بروير من أن أي مساعٍ لتطوير سلاح نووي في الخفاء ستواجه كشفًا سريعًا من الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن “خيار إيران على المحك، وفشلها في الحفاظ على السرية يعني خسارة محتملة”.

تدمير المنشآت النووية وتحديات استراتيجية

في الآونة الأخيرة، استهدفت إسرائيل جميع المواقع النووية المعروفة في إيران، بينما شنت الولايات المتحدة ضربات بثلاثة قنابل خارقة للتحصينات ضد منشآت تخصيب إضافية، مما أدى إلى دمار كبير، ورغم ذلك، تعتز إيران ببعض قدراتها التكنولوجية، حيث يمتلك النظام مئات أجهزة الطرد المركزي وكمية من اليورانيوم المخصّب، مما يحتفظ بخيار العودة للإنتاج النووي إذا اختار ذلك.

من المنطق إلى السياسة: الخيار الذي يقرر مصير الجمهورية

يعتقد الخبير جيفري لويس من معهد ميدلبري أن القرار النووي الإيراني سيكون سياسيًا بامتياز، بينما يعترف بخطورة قرار التطوير النووي، خاصة بعد استهداف منشآت مثل موقع إنتاج معدن اليورانيوم في أصفهان، الذي دُمّر بالكامل، وفي ظل الهيمنة الاستخباراتية الإسرائيلية على المواقع الإيرانية، والتفوق الجوي الأمريكي الواضح، يرى خبراء أن إيران قد تلجأ لتسريع تطوير السلاح النووي كخط دفاع أخير أمام التهديدات، ورغم ذلك، تبقى الإمكانية الأمنية مختلة أمام الاختراق والخطر المباشر.

هل تنتهي الحماية النسبية للنظام النووي؟

يبدو أن وضع إيران اليوم صعب للغاية، حيث تواجه خيارين محوريين:

  • إما المضي قدماً نحو تكثيف السلاح النووي، مما يعرضها لاستهداف إسرائيلي أمريكي،
  • أو التوصل إلى صفقة مع واشنطن، تتخلَّى فيها عن السلاح مقابل رفع العقوبات وتأمين الحماية، لكن مع بقاء الأسلحة في يد النظام.

في هذا المشهد المعقّد، تراقب استخبارات إسرائيل وأمريكا إيران عن كثب، وتبحث عن أي تحركات مفاجئة، فإما أن تطور أو تُدمر، والقرار النهائي هو الذي سيحدد مصير الجمهورية الإسلامية ومصير الشرق الأوسط كله.