عبّر رمزي عبد العزيز، الدكتور في علم تكنولوجيا الناتو بكلية الهندسة في جامعة كيل الألمانية، عن حزنه العميق تجاه الحادث الأليم الذي وقع في المنوفية، حيث فقدت 19 فتاة من قرى مركز منوف حياتهن بسبب حادث سير على الطريق الدائري الإقليمي، مؤكدًا: “نحتاج إلى قوانين صارمة، وإجراء تحاليل دورية، واختبارات أهلية وتأهيل، والسيارات بحاجة إلى تقييم دوري، يجب تطبيق كل ذلك بشكل فعّال”.

مقال له علاقة: غياب رئيس الوزراء يثير التساؤلات حول حادث «فتيات العنب»
كتب عبد العزيز قائلاً: “لا أستطيع تخيل نفسي ولو لدقيقة واحدة مكان أب أو أم أو أي فرد من أسرة الفتيات الـ 19 اللواتي فقدن حياتهن في حادث الطريق المأساوي، لقد أصبحوا في خبر كان، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، منظر أهالي القرية وحالة الـ 19 نعش، وأشلاء الفتيات تُجمع، فتيات في أوج أعمارهن، خرجن بحثًا عن لقمة العيش وطلبًا للرزق الحلال”.
تابع عبد العزيز: “ملف الطرق في مصر وحوادث الوفيات الناتجة عنه يحتاج إلى أشخاص ذوي كفاءة وليس فقط من لهم ثقة، سائقو السيارات الكبيرة وناقلات الشحن وكذلك سائقي الميكروباص وغيرهم بحاجة إلى قوانين صارمة، واختبارات دورية وتأهيل، والسيارات تحتاج إلى تقييم دوري، كل ذلك يجب أن يُطبق بجدية، لا يمكن أن نمرر الأمور بهذه السهولة”.
أضاف: “إذا كنت ترغب في الحصول على رخصة قيادة في أي دولة متقدمة، فإنك ستحتاج إلى بذل شهور أو حتى سنوات من الجهد، وقد عايشت ذلك بنفسي عندما اقتربت من الحصول على رخصة القيادة في ألمانيا، حيث كانت امتحاناتها أصعب من امتحانات الدكتوراه، ورسبت في المحاولة الأولى، لأنهم يحاسبونك على كونك تقود أداة قاتلة ومؤتمن على أرواح الناس، ويتم تقييمك على أدق التفاصيل مثل لفتة الرأس والتغيير من حارة إلى أخرى”.
أوضح عبد العزيز: “الطرق مجهزة بحدود للسرعة، والسيارات مؤمنة ولديها كل أدوات الأمان، ولا ينبغي أن يكون كل كمين فرصة لابتزاز المال وخرق قواعد المرور”.
سائقو النقل الثقيل في ألمانيا رغم سيرهم على طرق واسعة ومجهزة، إلا أنهم ملتزمون بأوقات محددة وحارات معينة، كما أن سياراتهم مزودة بأجهزة تمنعهم من تجاوز السرعة المحددة، بينما في مصر، نجد سائقين يتنافسون بشكل خطير، وقد مررت بتجربة حيث كاد سائق ترلة أن يصطدم بنا، لولا لطف الله وصديقي الذي انتبه في اللحظة المناسبة، وقد نجونا بأعجوبة، وفي بعض الأحيان تجد الحجارة والرمال تتساقط على رؤوس الناس من سيارات النقل”.
تسريب برنامج الرادارات الخاص بالمرور
واصل عبد العزيز: “في مرة، جلست مع شخص كان يمتلك برنامجًا خاصًا بالرادارات المرورية على هاتفه، وكان يعرف مكان وجود الرادارات التي وضعتها الشرطة”.
تخيلوا أن هناك أشخاصًا يبيعون تطبيقات الرادارات الخاصة بأجهزة الشرطة في السوق السوداء، والذين يمتلكون هذا التطبيق يكونون على علم بمواقع الرادارات، مما يجعلهم يتجنبونها بذكاء، ثم يعودون لتهديد حياة الآخرين”.
شوف كمان: الرئيس السيسي يؤكد على أهمية إنجاز مشروعات المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة
اختتم عبد العزيز قائلاً: “أتساءل من سيعوض عائلات الفتيات، ومن سيأخذ حقهن؟ وما هي التعويضات التي يمكن تقديمها؟ من سيخبرنا بالسبب الحقيقي للحادث بشفافية؟ ومن سيتحمل المسؤولية ويتعرض للمحاسبة؟ يجب تعديل خطط المرور وتطويرها حتى لا تستيقظ مصر على فاجعة أكبر وأشد، لا تنسوا الدعاء لهم يا أفاضل، ونسأل الله أن يصبر أهاليهم وذويهم”.