انتقد الدكتور مأمون فندي، مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، المنطق المتكرر في المفاوضات العربية-الإسرائيلية عبر التاريخ، متسائلًا عن فائدة محاولات العرب لإثبات إنسانيتهم أمام طرف يعتبرهم أقل من ذلك.

اقرأ كمان: اللقاء الأسبوعي مع المواطنين في الجيزة كمنصة للتفاعل المباشر وحل المشكلات
هناك شيء في المفاوضات العربية-الإسرائيلية عبر التاريخ لا أفهمه: إذا كان عدوك ينظر إليك كـ”حيوان بشري” ومقتنع بأنك كذلك، فأظن أن تصرفك بما يظنه عدوك ومقتنع به قد يجعلك تكسب اللعبة، أما إصرارك على إثبات أنك إنسان، فهذا يعني أنك خسرت قبل أن تبدأ اللعبة
شوف كمان: البابا تواضروس الثاني يستقبل مجموعة من الأساقفة في المقر الباباوي
— Mamoun Fandy (@mamoun1234).
وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، قال فندي: “هناك شيء في المفاوضات العربية-الإسرائيلية عبر التاريخ لا أفهمه: إذا كان عدوك ينظر إليك كـ ‘حيوان بشري’ ومقتنع بأنك كذلك، فأظن أن تصرفك بما يظنه عدوك ومقتنع به قد يجعلك تكسب اللعبة”
وأضاف: “أما إصرارك على إثبات أنك إنسان، فهذا يعني أنك خسرت قبل أن تبدأ اللعبة”
تكرار الجدل حول قضايا تم حسمها علميًا
في سياق آخر، أكد مدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، أن تكرار الجدل حول قضايا تم حسمها علميًا وفكريًا منذ قرون، ما هو إلا دليل على تخلف المجتمعات التي تطرحها اليوم، لافتًا إلى أن “الجهل هو من يعيد فتح أبواب طُرِقت ألف مرة في التاريخ”.
المجتمعات الجاهلة
وقال مأمون فندي في تغريدة له عبر حسابه على منصة “إكس” متسائلًا: لماذا نفتح حوارات العصور الوسطى؟ ببساطة لأننا لم ندرس العصور الوسطى
وأضاف: “الجاهل يطرح أسئلة يظن أن العالم لم يجب عليها ألف مرة ومنذ قرون خلت، وهذه سمة من سمات المجتمعات المتخلفة”
البرنامج النووي الإيراني
في سياق آخر، وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورجتاون سابقًا ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول انتهاء البرنامج النووي الإيراني بـ”المتناقضة سياسيًا ومنطقيًا”، مؤكدًا أن دعوة ترامب للتفاوض مع طهران بعد إعلانه “نهاية” البرنامج، تكشف عن ضعف السردية الأمريكية ورغبة في تسجيل نقاط دعائية لا أكثر.
وفي تدوينة عبر حسابه على منصة “إكس”، كتب فندي: “شيء من المنطق حول نهاية البرنامج النووي الإيراني: تصريح ترامب بأن البرنامج النووي الإيراني “انتهى” ثم دعوته للتفاوض مع طهران يكشف تناقضاً منطقياً وسياسياً، فالتفاوض، في علم السياسة، لا يتم مع طرف لا يملك أوراق ضغط، بل مع من يمكنه التأثير أو التهديد”
وأضاف د. مأمون فندي متسائلًا: “إذا كان برنامج إيران النووي قد انتهى فعلاً، فما الذي تفاوض عليه أمريكا؟ هذا يشير إلى أن إيران ما زالت تملك عناصر قوة، سواء في قدراتها النووية الكامنة أو نفوذها الإقليمي، لم تفاوض الدول الكبرى إلا من ترى فيه خطراً أو مصلحة، كما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية، وبالتالي، فإن التصريحات التي تعلن نهاية البرنامج الإيراني تبدو أقرب إلى الدعاية أو تسجيل نقاط سياسية، لا علاقة لها بالواقع، التفاوض هنا يصبح اعترافاً ضمنياً بأن إيران ما زالت رقماً فاعلاً، وأن “النهاية” مجرد رواية دعائية”