صفقة القرن الجديدة تشمل وقف إطلاق النار في غزة مقابل ترحيل قادة حماس

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها اضطرابًا، في ظل تصاعد الصراعات التي تقودها إسرائيل، وكان آخرها المواجهة العسكرية مع إيران التي استمرت 12 يومًا وأسفرت عن خسائر فادحة للطرفين، بالإضافة إلى استمرار الحرب في غزة منذ ما يقارب 20 شهرًا.

صفقة القرن الجديدة تشمل وقف إطلاق النار في غزة مقابل ترحيل قادة حماس
صفقة القرن الجديدة تشمل وقف إطلاق النار في غزة مقابل ترحيل قادة حماس

وفي خضم هذه التوترات، يعمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وضع خطة جديدة لمستقبل المنطقة تتضمن إنهاء الحرب في غزة، والنظر في إمكانية تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب توسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل دولًا جديدة.

إنهاء الحرب في غزة

يعتقد ترامب أن الظروف الحالية أصبحت مواتية لإنهاء الحرب في غزة، خاصة بعد انتهاء المواجهة مع إيران، وهو ما يحاول إقناع حكومة الاحتلال به بقيادة نتنياهو، وفقًا لما أفادت به مجلة “نيوزويك” الأمريكية.

وقد صرح ترامب، يوم الجمعة الماضية، خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالًا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، بأنه يتوقع التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة خلال الأسبوع المقبل.

ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، أجرى ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو اتصالات هاتفية مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، توصلوا خلالها إلى تفاهمات تقضي بإنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين.

ترحيل قادة حركة حماس

لكن الاتفاق بين ترامب ونتنياهو كان مشروطًا بعدة بنود، أبرزها الإفراج عن جميع الأسرى الخمسين المحتجزين في غزة، وترحيل قادة حركة حماس خارج القطاع.

وبحسب ما نقلته صحيفة “إسرائيل هيوم”، فإن الخطة الأمريكية تتضمن إنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة خلال أسبوعين، على أن تتولى أربع دول عربية إدارة شؤون القطاع بدلاً من حركة حماس، التي سيتم نفي قادتها إلى دول أخرى، فضلًا عن إمكانية تهجير سكان غزة الراغبين في ذلك إلى دول أخرى.

حل الدولتين

رغم معارضة إسرائيل التقليدية والمستمرة لمبدأ حل الدولتين، والذي ترى فيه انتقاصًا من حقها، إلا أن صحيفة “إسرائيل هيوم” كشفت أن هذه المرة قد تشهد انفتاحًا من قبل تل أبيب على مناقشة هذا الخيار، بشرط تنفيذ السلطة الفلسطينية إصلاحات محددة.

وبالمقابل، ستعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، ويقوم مبدأ حل الدولتين على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، بحدود الرابع من يونيو عام 1967، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.

لكن إسرائيل لا تكتفي بمجرد الاعتراف بالسيادة على بعض مناطق الضفة، إذ يتضمن الاتفاق الأوسع بين ترامب ونتنياهو بندًا بشأن توسيع “اتفاقيات أبراهام” لتشمل دولًا جديدة مثل السعودية وسوريا، بحسب ما نقلته “إسرائيل هيوم” عن مسؤولين مطلعين.

وفي هذا السياق، قال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إنه يتوقع إعلانات كبيرة جدًا قريبًا تتعلق بانضمام دول جديدة إلى اتفاقيات أبراهام، وذلك خلال مقابلة مع شبكة CNBC.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن سوريا من بين الدول التي يسعى ترامب إلى ضمها إلى الاتفاق، مشيرة إلى أن لقاء جمع ترامب بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، في السعودية، تضمن هذا المطلب، وفق ما أوردته قناة “فوكس نيوز”.

التنسيق الأمني والسياسي مع دمشق

وفي السياق ذاته، رجّح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، أن سوريا ولبنان هما أبرز دولتين مرشحتين للانضمام إلى الاتفاقيات، مشيرًا إلى أنه يشرف شخصيًا على التنسيق الأمني والسياسي مع دمشق، في إطار تواصل مباشر مع شخصيات سورية تمثل الحكومة.

من جهتها، نقلت قناة 12 العبرية عن مصدر سوري مطلع، أن اتفاق تطبيع بين دمشق وتل أبيب قد يتم إبرامه قبل نهاية عام 2025، لافتًا إلى أن المفاوضات جارية برعاية مباشرة من ترامب، وبدعم من نتنياهو، وبطلب من الرئيس السوري أحمد الشرع.

وفي حال تم التوصل إلى هذا الاتفاق، اشترط وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، بقاء قوات الاحتلال في مرتفعات الجولان كأساس لأي تفاهم، معتبرًا أن اعتراف سوريا بسيادة إسرائيل على الجولان شرط أساسي.

وكانت إسرائيل قد وقعت، خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، اتفاقيات تطبيع مع عدة دول عربية، منها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، ضمن ما عُرف بـ”اتفاقيات أبراهام” عام 2020.

دوافع ترامب الشخصية

وفي الوقت الذي تسعى فيه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي من خلال تسويات سياسية وتوسيع دائرة التطبيع، فإن لدى نتنياهو دوافع شخصية أيضًا تتعلق بمستقبله السياسي والقانوني.

حيث طالب ترامب صراحة بإلغاء محاكمة نتنياهو أو منحه عفوًا فوريًا، واصفًا إياه بأنه “بطل حربي” يجب تكريمه لا محاكمته، وذلك في منشور له على منصته “تروث سوشيال” الخميس الماضي.

ويُحاكم نتنياهو بتهم فساد تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في القضايا المعروفة بـ”1000″ و”2000″ و”4000″، وهي تهم نفاها بشكل قاطع، حيث بدأت جلسات استجوابه أمام المحكمة العليا الإسرائيلية في يناير الماضي.