مصر تبدأ استخدام تخزين الكهرباء لتعزيز الشبكة وزيادة الكفاءة

تستعد مصر لدخول مرحلة جديدة في تحولها نحو الطاقة النظيفة، حيث تشهد توسعًا غير مسبوق في مشروعات توليد الكهرباء من مصادر متجددة، مع دخول تقنية تخزين الكهرباء حيز التنفيذ لأول مرة، وذلك في إطار خطة حكومية تهدف إلى رفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي الإنتاج بحلول عام 2030.

مصر تبدأ استخدام تخزين الكهرباء لتعزيز الشبكة وزيادة الكفاءة
مصر تبدأ استخدام تخزين الكهرباء لتعزيز الشبكة وزيادة الكفاءة

مشروعات جديدة

تجري في مناطق بنبان والزعفرانة تنفيذ مجموعة من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بإجمالي قدرات تتجاوز 4 ميجاوات.

حسب بيانات وزارة الكهرباء، يتضمن العام المالي 2024/2025 تنفيذ أربعة مشروعات شمسية بقدرة 3.7 ميجاوات، بالإضافة إلى وحدات تخزين بطاقة 2.84 ميجاوات/ساعة.

كما بدأت محطة “أبيدوس” للطاقة الشمسية (500 ميغاواط) العمل منذ نوفمبر الماضي، في حين يتم استكمال مشروعات رياح كبرى بالتعاون مع شركات دولية مثل “سكاتك” النرويجية و”AMEA Power” الإماراتية.

تخزين الكهرباء

في خطوة وُصفت بأنها “تحول نوعي”، بدأت مصر تنفيذ أولى مشروعات تخزين الكهرباء باستخدام البطاريات، بهدف تقليل الضغط على الشبكة وضمان استقرار التغذية الكهربائية خلال فترات الذروة
من المتوقع تشغيل أول وحدة تخزين بمحطة “أبيدوس” بسعة 300 ميجاوات/ساعة في يوليو المقبل، تليها وحدتان إضافيتان في بنبان والزعفرانة بسعة إجمالية 1.5 ميجاوات/ساعة، باستثمارات تتجاوز 4 مليارات دولار.

الطاقة النظيفة

وفي تصريح خاص لـ “نيوز رووم”، أكد محمود أحمد، خبير الطاقة الشمسية، أن مصر لديها فرصة ذهبية لقيادة التحول نحو الطاقة النظيفة في المنطقة، خاصة مع توفر إمكانيات هائلة من الطاقة الشمسية والرياح، دخول تخزين الكهرباء على الخط يُعتبر خطوة تاريخية ستمكننا من الاستفادة الكاملة من هذه الموارد على مدار اليوم، لكن الأهم هو تسريع تنفيذ المشروعات، وتحديث البنية التحتية للشبكة، وتقديم حوافز حقيقية للاستثمار المحلي في هذا القطاع الواعد.

فتح آفاق التصدير

على صعيد الربط الإقليمي، تستعد مصر لتشغيل خط الربط مع السعودية بقدرة 1500 ميجاوات، وتعمل في الوقت نفسه على مشروع “يورو أفريكا” الذي سيربطها كهربائيًا بقبرص واليونان، مما يمهد لتصدير الطاقة النظيفة لأوروبا في السنوات القادمة.

خطة طموحة

أكد الدكتور مصطفى عصمت، وزير الكهرباء، أن مصر تسعى لزيادة قدرات الطاقة المتجددة إلى 12 ميجاوات بنهاية عام 2026، منها 3.3 ميجاوات مزودة بأنظمة تخزين، كما تستهدف الحكومة الوصول إلى 20 ميجاوات بحلول 2029.

تحديات الطاقة المصرية

رغم هذه الخطوات الإيجابية، تواجه منظومة الطاقة تحديات تتعلق بتمويل المشروعات، وضرورة تطوير الشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى الحاجة لتشريعات جديدة تضمن بيئة استثمار أكثر جاذبية في مجال التخزين والطاقة اللامركزية.

يمثل دخول مشروعات التخزين مرحلة التنفيذ الفعلي نقطة فارقة في مستقبل الطاقة في مصر، وسط اهتمام حكومي متزايد بدعم المصادر المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وبينما تتسارع الخطوات، تبقى الأولوية لضمان استمرارية التنفيذ وتحقيق التوازن بين التوسع التقني والاستدامة الاقتصادية.