في خطوة تعكس تسارع التحول في سياسات الطاقة الوطنية، أصبحت مصر رسميًا واحدة من أكبر 20 دولة في العالم في إنتاج طاقة الرياح، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن المجلس العالمي لطاقة الرياح.

مقال له علاقة: 573 مليون دولار لاستثمار الفوسفات محليًا من أبوطرطور
بقدرة مركبة بلغت 2855 ميجاوات، احتلت مصر المرتبة الـ19 عالميًا، متفوقة على كل من المغرب والأرجنتين، ومتصدرة الترتيب العربي.
قفزة كبيرة مقارنة بـ2015
في عام 2015، كانت القدرات المركبة لطاقة الرياح في مصر لا تتجاوز 750 ميجاوات، أما اليوم فقد شهدت قفزة مذهلة تجاوزت 280%، وذلك بفضل مشروعات كبرى في مناطق جبل الزيت والزعفرانة، بالإضافة إلى تحالفات استثمارية خليجية وأجنبية واسعة.
وفي تصريح خاص لـ”نيوز رووم”، أكد المهندس أحمد محمود أحمد، مهندس تشغيل أول بمحطة جبل الزيت، أن السوق المصري يشهد نقلة نوعية في قدرات التوربينات، حيث أن أقل قدرة حالية تصل إلى 6 ميجاوات بارتفاعات 150 متر، بينما تصل بعض التوربينات الجديدة إلى 8 ميجاوات بارتفاعات 200 متر.
تحالفات دولية كبرى
أوضح أحمد أن هناك استثمارات خليجية بارزة في إنتاج الكهرباء والهيدروجين الأخضر، ومن أبرزها “أكوا باور” السعودية، “إنفينيتي”، “مصدر”، و”ألتازور” الإماراتية، بالتعاون مع شركاء من الصين والدنمارك.
وأشار إلى أن شركات عالمية تقدمت بطلبات لتخصيص أراضٍ لإنشاء مزارع رياح بقدرات تصل إلى 1500 ميجاوات.
🇨🇳 منافسة صينية تقلق الأوروبيين
لفت أحمد إلى دخول شركات صينية مثل Golden Wind وPower of China إلى السوق المصري بأسعار تقل عن 20% من الأسعار الأوروبية، مع الحفاظ على جودة مقاربة، مما يعزز من مستوى المنافسة في المستقبل.
تحديات تحت المجهر
من أبرز التحديات التي تواجه مشروعات الرياح – وفقًا لأحمد – هو تأخر إنشاء محطات المحولات، والتي تستغرق نحو 3 سنوات، بينما لا يتطلب تركيب التوربينات أكثر من 6 أشهر.
وأكد أن هناك 10 محطات للقطاع الخاص قيد الإنشاء، منها مشروعات لشركات “أمونت”، “أوراسكوم”، و”ريدوي”، بجانب محطة ضخمة لأكوا باور بقدرة 1100 ميجاوات.
تأثيرات واسعة على ملف الطاقة
يشير دخول مصر هذا التصنيف الدولي إلى آثار اقتصادية وبيئية متعددة، أبرزها:
-تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء
-خفض فاتورة دعم الطاقة
-تعزيز فرص التصدير الإقليمي للكهرباء
-تحسين التصنيف البيئي والتمويلي لمصر
-توفير آلاف فرص العمل
ربط شبكي مع أوروبا والسعودية
كشف المهندس أحمد أن مصر تسعى لرفع الاعتماد على الطاقة المتجددة إلى 50% من خلال مشروعات الربط مع أوروبا والسعودية والسودان، وهو ما يدعم استقرار الشبكة الكهربائية ويدفع نحو سوق إقليمي مشترك للطاقة النظيفة.
مقال له علاقة: أهم 20 معلومة عن مدينة العلمين الجديدة بعد زيارة الوزير
جبل الزيت.. كنز الرياح المصري
واختتم أحمد تصريحه بالتأكيد على أن منطقة جبل الزيت تُعد من أعلى المناطق في سرعة الرياح على اليابسة عالميًا، مما يجعلها نقطة ارتكاز لأي توسعات مستقبلية في قطاع طاقة الرياح.