في صباح يوم الأحد، طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان بعض المناطق في شمال قطاع غزة “إخلاء منازلهم فورًا”، وسط تحذيرات من تصاعد القتال وتوسع رقعته خلال الساعات المقبلة، مما يعيد إلى الأذهان مشاهد الاجتياح البري الأول.

مقال له علاقة: ضربة إسرائيل لإيران تتزامن مع انتهاء مهلة ترامب وما دلالة الرقم 61؟
وبينما اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة “تحذيرًا إنسانيًا”، تثار تساؤلات حول ما إذا كان الإخلاء مقدمة لعملية عسكرية برية واسعة أم مجرد مناورة تكتيكية في ظل الضغوط السياسية.
تحذيرات رسمية وإخلاء فوري
من جانبه، نشر المتحدث العسكري الإسرائيلي بيانًا باللغة العربية دعا فيه سكان المناطق شمالي القطاع إلى “التوجه جنوبًا نحو المنطقة الإنسانية”، محذرًا من أن “العمليات العسكرية ستشتد”، ومتّهمًا حركة حماس بتعريض حياة المدنيين للخطر عبر استخدامهم كدروع بشرية.
وجاء في البيان بوضوح: “جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل في هذه المناطق، وسيشتد الهجوم ويتسع نطاقه بهدف تدمير البنية التحتية للإرهاب”، وأكد أن من يعود إلى مناطق القتال يعرّض حياته “لخطر جسيم”
تكتيك عسكري أم خدعة؟
ورغم أن الجيش لم يعلن رسميًا بدء عملية برية جديدة، إلا أن دعوة الإخلاء بهذا الشكل أعادت إلى الأذهان تجربة الاجتياح السابق لرفح ومناطق الجنوب، والذي سبقه سيناريو مشابه من الإخلاءات والتحذيرات.
ويرى مراقبون أن هذه الدعوة قد تحمل أبعادًا نفسية أو سياسية تهدف إلى زعزعة التماسك المجتمعي داخل غزة، خصوصًا مع تصاعد الضغط الدولي لوقف القتال واحتمال استئناف المفاوضات.
ترامب يطالب باتفاق شامل في غزة
وفي هذا السياق، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته إلى التوصل إلى “اتفاق شامل في غزة”، مشيرًا في منشور على منصة “تروث سوشيال” إلى أن وقف إطلاق النار قد يتم خلال أسبوع.
لكن على النقيض، نفت مصادر إسرائيلية رسمية وجود أي تقدم حقيقي على مسار المفاوضات، وأكدت أنه لم يتم إرسال أي وفد إلى القاهرة أو الدوحة، مما يقلل من احتمالية التوصل إلى اتفاق قريب، على الأقل في الأفق المنظور.
مواضيع مشابهة: أدرعي يدعي تدمير مواقع إطلاق وتخزين صواريخ إيرانية موجهة نحونا
طلب الإخلاء هذه المرة لا يأتي فقط في إطار العمليات التكتيكية، بل يرتبط أيضًا بتوقيت سياسي حرج، إذ تحاول إسرائيل الضغط عسكريًا قبل أي صفقة تبادل محتملة، في ظل شعور بالفشل في تحقيق الحسم العسكري منذ بدء الحرب.
تدور الأسئلة الآن حول ما إذا كان الإخلاء تمهيدًا لاجتياح، أم إذا كانت إسرائيل تملك القدرة السياسية والعسكرية على إدارة جولة جديدة من التوغل وسط ضغوط داخلية وخارجية خانقة.
في ظل غياب مؤشرات واضحة على اتفاق وشيك، واستمرار العمليات الميدانية، فإن دعوة الجيش للإخلاء قد تكون تمهيدًا لمرحلة جديدة من التصعيد، ورغم أنها قد تحمل طابعًا إنسانيًا في ظاهرها، إلا أن توقيتها، بالتزامن مع الجمود الدبلوماسي، يجعل منها مؤشرًا خطيرًا على تحوّل استراتيجي محتمل.