في إنجاز وطني متميز، تم الإعلان عن حصول جهاز التنفس الصناعي المصري EZVent، الذي تم تطويره بواسطة شركة عز للصناعات الطبية (عز ميديكال)، على الترخيص التجاري الرسمي من هيئة الدواء المصرية، بعد اجتيازه جميع المراحل البحثية والتجريبية المطلوبة، ليصبح بذلك أول جهاز تنفس صناعي للرعاية الحرجة يتم تصميمه وتطويره وتصنيعه داخل مصر، وفقًا لمعايير الأداء والسلامة المعتمدة دوليًا.

مقال مقترح: الهلال الأحمر يرسل فرق الاستجابة إلى الإسكندرية لمساعدة العالقين
أول جهاز تنفس صناعي
وكشفت كلية طب قصر العيني عن تفاصيل التعاون المثمر بين شركة عز ميديكال وكلية طب قصر العيني – جامعة القاهرة، حيث تم عرض ملامح مشروع إنتاج جهاز تنفس صناعي مصري من قبل الشركة، والتي أبدت حماسًا كبيرًا لمساندته لما وجدته من جدية واحترافية في إدارة المشروع من قبل شركة عز ميديكال.
ممكن يعجبك: رئيس مسافرون للسياحة يعلن عن نسبة الإشغال الفندقي في سيناء بعد ضرب قطر
تلا ذلك إقامة دورة تدريبية للمهندسين من شركة عز ميديكال، تحت إشراف خبراء في التنفس الصناعي داخل كلية طب قصر العيني، تحديدًا في مركز التعليم المتطور (LRC)، لتأهيل الفريق الفني على مفاهيم وأساسيات التهوية الميكانيكية.
بعد هذه المرحلة، تم تنفيذ التجارب ما قبل السريرية، التي أُجريت على الحيوانات داخل مركز التعليم المتطور بكلية طب قصر العيني، وذلك بعد الحصول على جميع الموافقات اللازمة من جامعة القاهرة واللجان المختصة، وبناءً على النجاح الكامل لتلك التجارب، تم التقدم بمقترح لإجراء البحث السريري على المرضى، والذي نُفذ في وحدة الرعاية المركزة بكلية طب قصر العيني، تحت إشراف الباحث الرئيسي الأستاذ الدكتور ياسر نصار.
قبل إجراء هذه الأبحاث السريرية، تم الحصول على كافة الموافقات من الجهات المعنية داخل جامعة القاهرة، حيث قامت كلية الطب باستيفاء الإجراءات المطلوبة لضمان سلامة الدراسات السريرية ومطابقتها للمعايير الأخلاقية والطبية، وأسفرت نتائج الأبحاث السريرية، التي تم نشر جزء منها في مجلة دولية مرموقة (HELION)، عن أن الجهاز قدم تهوية ميكانيكية مستقرة وآمنة، وكانت كفاءته مكافئة تمامًا لكفاءة الأجهزة القياسية العالمية، دون تسجيل أي آثار جانبية أو تغيرات فسيولوجية ضارة على المرضى.
شارك في هذه المراحل عدد من الأطباء والمهندسين والباحثين، من بينهم الدكتور محمد جمال الأنصاري الذي رافق الدكتور ياسر نصار في اختبارات الجهاز وعدد من الأساتذة المتخصصين في قسم طب الحالات الحرجة، حيث تجدر الإشارة إلى دخول الجهاز داخل الوحدة لتطبيق الاختبارات عليه ومقارنة سلامته ودقة تشغيله بنظيره من أجهزة التنفس الصناعي، وقد قام بمتابعة تلك الاختبارات أساتذة الكلية بدءًا من رئيس وحدة الحالات الحرجة والأساتذة المعنيين ورؤساء الأقسام، بالإضافة إلى الفرق المعاونة من شباب أطباء قصر العيني وفريق التمريض والفنيين الذين كان لهم دور محوري في توجيه العمل والتأكد من مطابقة جميع المراحل للمعايير العلمية المعتمدة.
ويُعتبر هذا المشروع نموذجًا عمليًا لتطبيق نتائج البحث العلمي في الصناعة الطبية، وسعيًا نحو دعم الابتكار وتوفير بدائل محلية فعالة للمستلزمات الحيوية في القطاع الصحي، ويأتي هذا المشروع الطموح في إطار استراتيجية جامعة القاهرة وكلية طب قصر العيني في تشجيع البحث العلمي التطبيقي والشراكات مع الصناعة، بما يحقق مردودًا إيجابيًا على صحة المريض المصري والاقتصاد، ويعود بفوائده على المجتمع.
لذا، لاقى هذا المشروع تشجيعًا خاصًا من الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات.