في قلب الصحراء القاحلة، حيث تصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، يجوب الأطفال الدروب، ويبحثون بين الصخور عن العقارب لتجميعها في علب بلاستيكية، تمهيدًا لبيعها لتجار أو طلاب كليات العلوم أو الزراعة
.

مقال له علاقة: وزير الصحة يشارك في توقيع بروتوكول تعاون مع “فيليبس” لدعم المنتجات المصرية
في هذا التقرير، نستعرض لكم حكايات أطفال العقرب في صحراء الجنوب.
أكل العيش المسموم
يقول أحمد حماد، الذي يبلغ من العمر حوالي 15 عامًا، إنه يعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة، حيث بدأت كهواية، لكن الأمر تحول إلى مصدر للرزق، خاصة أنه يمتلك الأدوات اللازمة لمواصلة العمل مع الحرص على سلامته، رغم وجود أنواع سامة وخطيرة، لكن الله يحفظنا جميعًا.
ويشير أحمد إلى أن العمل يتطلب جهدًا كبيرًا، حيث نبدأ يومنا منذ الصباح وحتى قرب مغيب الشمس، في أماكن بعيدة مثل الزراعات والصحراء، وأطراف الترع والمصارف، إضافة إلى البيوت القديمة والمهجورة التي تعتبر ملاذًا للعقارب.
مواضيع مشابهة: الصحة تطلق حملة توعية لتعريف المرضى بحقوقهم في المنشآت الطبية
كما يوضح أن معظم العمل يتم في الصحراء، حيث تنتشر العقارب بأنواع وأحجام مختلفة، وحتى بألوان متنوعة.
طريق اصطياد العقارب
يقول إسماعيل سيد، الذي يبلغ من العمر 16 عامًا، إنه يعمل في جمع العقارب منذ فترة، وهو يقيم في إحدى قرى الظهير الصحراوي، حيث تزداد أعداد العقارب في فصل الصيف، وهو الوقت الذي تتجمع فيه العديد من الحشرات السامة.
ويشير إسماعيل إلى أن عملية الجمع تتم باستخدام آلة حديدية مخصصة للقنص، ويكون لدى كل جامع جردل عميق مليء بالرمال، محكم الإغلاق حتى لا تتمكن العقارب من الهروب، ويبدأون في التجميع، حيث يوجد شخص يشتري الكمية بالكامل، ويصل ثمن العقرب الواحد إلى حوالي 30 جنيها، لكن الطلبة يحصلون على أسعار أقل، وفي الآونة الأخيرة، بدأ بعض أصحاب المشاريع المهتمة بسم العقرب في الشراء، من خلال السماسرة الذين يقومون بجمع وبيع العقارب، حيث أن جرام السم يباع بمبالغ كبيرة وله استخدامات متعددة، مما يجعل الكثيرين يتوجهون لشرائه منا.
ويختتم حديثه قائلاً: “لقمة العيش مسمومة، لكننا مضطرون لذلك لنتمكن من إعالة أنفسنا ومساعدة أهلنا في مواجهة صعوبات الحياة، وقد اتجه الكثيرون منا للتعليم الفني بسبب هذه الظروف.”