من التنفيذ إلى الصيانة أبرز المعلومات حول الطريق الدائري الإقليمي

شهد الطريق الدائري الإقليمي خلال الساعات الماضية حالة من الغضب الشعبي والاهتمام الإعلامي، إثر وقوع حادث مأساوي راح ضحيته 18 فتاة وشاب واحد من أبناء قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، في تصادم مروع بين سيارة ميكروباص وأخرى نقل ثقيل، الحادث أعاد فتح ملف تطوير الطريق الذي يُعد أحد أهم المحاور الإستراتيجية في شبكة الطرق القومية المصرية.

من التنفيذ إلى الصيانة أبرز المعلومات حول الطريق الدائري الإقليمي
من التنفيذ إلى الصيانة أبرز المعلومات حول الطريق الدائري الإقليمي

 

وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضية، في نطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، أثناء توجههن للعمل بأحد المصانع، كانت الضحايا يستقللن سيارة ميكروباص قبل أن تصطدم بهن سيارة نقل ثقيل في منطقة غير مضاءة، في مشهد أعاد للأذهان سلسلة من الحوادث المتكررة على الطريق ذاته، والتي طالما حذر منها الخبراء وسكان المناطق المجاورة.

مراحل التنفيذ.. من بطء البدايات إلى سباق الإنجاز

كعادتها تلقت وزارة النقل توصية من المنظمة اليابانية “جايكا” عام 2002 بعدد من التوصيات بشأن مواكبة الزيادة السكانية والعمل على التوسع في تنفيذ بنية تحتية قوية، ومن بينها الطرق، جاءت التوصيات لإنشاء طريق دائري جديد يربط الطرق السريعة خارج نطاق القاهرة، وبالفعل بدأت الجهات الحكومية في تنفيذ المشروع بداية من عام 2002 من خلال التخطيط لتنتهي الجهات الحكومية من تنفيذ 40 كيلومتر في عام 2011، ولكن مع أحداث الثورة توقف المشروع، لتعاود الجهات الحكومية في استكماله في 2013 وبعد شهور قليلة تم إدراجه ضمن المشروع القومي للطرق.

وفي عام 2015 بدأت وزارة النقل من خلال الهيئة العامة للطرق والكباري في تنفيذ المرحلة الصعبة من المشروع والمعروفة باسم القوس الشمالي، حيث مرت هذه المرحلة من الأراضي الزراعية وشبكات الري والسكة الحديد، لتنتهي منه بعد 3 سنوات.

 

بداية تنفيذ الطريق الدائري الإقليمي

الطريق الدائري الإقليمي هو أحد أهم الطرق الرئيسية في مصر، حيث يصل طوله إلى أكثر من 380 كيلومتر، ويمر بمحافظة القاهرة الكبرى ومحافظات الوجه البحري والمناطق الصناعية غربًا، ويتقاطع مع عدد من الطرق الهامة التي تمثل محاور رئيسية للنقل في مصر، يتكون الطريق الدائري الإقليمي من 8 حارات، من خلال 4 حارات لكل اتجاه، وجاء تنفيذ الطريق عبر عدد من الجهات الحكومية، أبرزها وزارة الإسكان ممثلة في جهاز التعمير والإسكان، ووزارة النقل من خلال الهيئة العامة للطرق والكباري، التي تولت تنفيذ القوس الشمالي الغربي بطول 57 كم وعرض 42 مترًا، وقد اكتمل تنفيذ الطريق على مراحل، بدأ أولها في 2002، لكنه واجه تأخرًا في التنفيذ.

 

 

لماذا الطريق الدائري الإقليمي؟
الطريق الدائري الإقليمي يحتوي على النقاط الأهم والأبرز من خلال تبادل الخدمات والتقاطعات مع الطرق الأخرى، ويتم الربط بينه وبين المناطق الحيوية والاقتصادية الكبرى، والتي تشمل “ميناء العين السخنة عبر طريق السويس – المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان – ميناء الإسكندرية وميناء دمياط عبر الطرق الرابطة”، كما يمر الطريق بمحافظة المنوفية عبر مراكز رئيسية مثل قويسنا، وبركة السبع، والباجور، ما يجعله ركيزة أساسية في شبكة النقل بين القاهرة الكبرى والدلتا

 

صيانة متأخرة وأمان غائب
يرى بعض خبراء النقل في مصر أن أغلب نطاق الطريق الدائري الإقليمي يمر من الرقع الزراعية، ومع استمرار مرور الحمولات الزائدة القادمة من المناطق الحيوية كالموانئ وغيرها، تأثر الطريق بشكل ملحوظ، الأمر الذي أدى إلى سرعة تهالك الطرق في ظل وجود هبوط أرضي نتيجة الأراضي الزراعية وعوامل التربة، لذلك بدأت وزارة النقل في أعمال صيانة الطريق مع استخدام الطرق الخرسانية لتتحمل الحمولات الزائدة على الطرق، تجنبًا لإجراء الصيانة المتكررة مع وضع ضوابط لسير سيارات النقل الثقيل على طريق الدائري الإقليمي

 

حوادث متكررة وغياب الرقابة
لم يكن حادث كفر السنابسة الأول من نوعه، إذ يعاني الطريق من سجل حافل بالحوادث، خاصة في المناطق غير المضاءة أو التي تفتقر للحواجز الخرسانية، كما تفتقر بعض الوصلات إلى كاميرات المراقبة، ونقاط الإسعاف، والرقابة المرورية الدورية، ما يضع علامات استفهام كبرى حول مدى جاهزية الطريق لاستيعاب حركة مرورية كثيفة، خاصة من الشاحنات الثقيلة

 

دعوات عاجلة للتحرك
عقب الحادث، تصاعدت دعوات شعبية وبرلمانية لمطالبة الحكومة بسرعة التدخل لتأمين الطريق، ورفع كفاءته، وتوفير الرقابة المرورية اللازمة، مؤكدين أن استمرار تشغيل طريق بهذا الحجم دون منظومة نقل ذكية (ITS) أو إشراف مباشر من جهة واحدة يعرض حياة المواطنين للخطر