يعكس تصريح الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، تمسك الحزب بسلاحه رغم انتهاء الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مما يزيد من تعقيد المشهد اللبناني ويعطي إسرائيل مبررًا دائمًا لتجديد الحرب، وسط دعوات ملحة لتسليم السلاح للجيش اللبناني لضمان الأمن القومي
.

اقرأ كمان: إسرائيليتان تكسران شاشة التلفاز أمام نتنياهو بعد الضربات الإيرانية | فيديو
ففي تصريحات اعتبرها مراقبون استفزازية، أكد قاسم أن وقف إطلاق النار مع إسرائيل يمثل “مرحلة جديدة عنوانها مسؤولية الدولة”، ولكنه شدد على أن الحزب لن يبقى مكتوف الأيدي تجاه ما اعتبره “الاعتداءات الإسرائيلية”، مشيرًا إلى رفضه التخلي عن “عناصر القوة الوطنية”.
سلاح الحزب.. أزمة داخلية وخارجية
يقول المحلل السياسي اللبناني بلال رامز بكري إن هذه التصريحات تكرس ثلاث أزمات:
محور داخلي: سلاح حزب الله يهدد السلم الأهلي ويثير قلق الطوائف اللبنانية الأخرى
محور عربي: الحزب استخدم سلاحه في التدخلات الدموية بدول عربية، وأبرزها سوريا
محور إسرائيلي: السلاح يمثل الذريعة المركزية لإسرائيل، خاصة بعد أن أثبت فشله في الحرب الأخيرة وعدم قدرته على حماية بيئته الحاضنة أو الدولة اللبنانية
ويرى بكري أن تصريحات قاسم “ليست مفاجئة”، فالحزب دائمًا ما ينكر الهزائم ويدعي الانتصارات، ويؤكد أن نزع سلاح الحزب بالحوار أو التفاوض هو وهم بعيد المنال، خصوصًا أن الاتفاق الدولي بعد الحرب نص صراحة على ضرورة سحب السلاح من يد أي تنظيم، كشرط لإعادة إعمار لبنان وضخ المساعدات.
وأشار بكري إلى أن مواقف الرئيس اللبناني جوزيف عون الأخيرة تمثل تراجعًا عن التزامه بحصر السلاح في يد الدولة، معتبراً أن مجرد التلويح بالتفاوض مع حزب الله بشأن سلاحه يعد انحرافًا عن الإجماع الوطني والدولي.
ذريعة بيد إسرائيل
من جانبه، يحذر الخبراء من أن استمرار الحزب في رفض تسليم سلاحه يمنح إسرائيل الذريعة الأخطر لتجديد الحرب، حيث قال داموني إن تمسك حزب الله بسلاحه “يعطي بنيامين نتنياهو ما يحتاجه لشن عدوان جديد، دون الحاجة لطلب إذن من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
مواضيع مشابهة: إصابة 14 ألف شخص خلال ذبح الأضاحي في تركيا في أول أيام العيد
وأشار إلى أن أكثر من سبعة أشهر مرت منذ إعلان وقف إطلاق النار، دون أي تقدم فعلي في بسط سلطة الدولة أو حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، مما يزيد من هشاشة الوضع ويجعل الجنوب ساحة مفتوحة لتجدد الصراع.
وشدد داموني على أن الغارات الإسرائيلية لا تستهدف فقط عناصر حزب الله، بل يدفع المدنيون اللبنانيون الثمن الأكبر، مما يزيد من مسؤولية الدولة في فرض سيادتها والحد من الذرائع التي تستخدمها إسرائيل للتصعيد العسكري.