خمسة أسباب لفوز الهلال على مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية

حقق نادي الهلال السعودي انتصارًا تاريخيًا على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 4-3 في واحدة من أكثر مباريات كأس العالم للأندية إثارة، حيث أقيمت المباراة ضمن دور الـ16 من البطولة الحالية في الولايات المتحدة.

خمسة أسباب لفوز الهلال على مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية
خمسة أسباب لفوز الهلال على مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية

 

هذا الفوز لم يكن مجرد صدفة، بل نتاج عدة عوامل تكتيكية وذهنية تجلت بوضوح خلال 120 دقيقة، حيث قاد الهلال مدربه الجديد سيموني إنزاغي إلى أول اختبار ناجح أمام أحد أعتى الأندية الأوروبية.

أسباب فوز الهلال

انضباط تكتيكي وخطة دفاعية محكمة.

اعتمد الهلال على أسلوب دفاعي منظم، حيث تراجع الفريق إلى مناطقه الخلفية وترك الاستحواذ الكامل تقريبًا للسيتي، حيث تجاوز استحواذ السيتي 68%، لكن هذا التراجع لم يكن سلبيًا، بل جاء كجزء من خطة واضحة لإغلاق المساحات واستغلال الفراغات خلف أظهرة مانشستر، لعب إنزاغي بخمسة مدافعين، مع تحويل نجم الوسط روبن نيفيش إلى مركز قلب الدفاع، مما منح الفريق صلابة وقدرة على بدء المرتدات من العمق.

التألق الفردي: بونو ومالكوم وكوليبالي
قدم الحارس المغربي ياسين بونو واحدة من أفضل مبارياته بتصديات حاسمة أمام هالاند وفودن، حيث نجح في منع ما يقارب ثلاثة أهداف محققة وفقًا لـ xG المتوقع

من جانبه، كان الجناح البرازيلي مالكوم عنصرًا فارقًا في التحولات، إذ صنع الهدف الأول وسجل الثاني، كما حصل على ركلة جزاء أُلغيَت بداعي التسلل، أما خاليدو كوليبالي، فكان جدارًا دفاعيًا وأحرز الهدف الثالث من كرة ثابتة.

ارتداد هجومي حاسم
لم يسجل الهلال عبر فرص عشوائية، بل جاءت أهدافه من هجمات مرتدة سريعة، حيث بدأ الفريق تلك الهجمات من منتصف ملعبه بعد استخلاص الكرة، وأبرز تلك الهجمات كانت المرتدة في الدقيقة 52 التي نتج عنها هدف مالكوم، بعد انطلاقة من ركلة ركنية للسيتي.

كما تميز الهلال بكفاءة في الكرات الثانية والالتحامات، حيث تفوق في الكرات الهوائية بنسبة تجاوزت 60%، ونجح في إيقاف خطورة السيتي رغم تسديده 21 كرة، لم يدخل منها سوى 3 أهداف فقط.

العقلية والثبات أمام الضغط
تعرض الهلال لهدف أول بعد جدل حول لمستي يد، لكنه حافظ على تركيزه، ولم يُصَب بالانهيار الذهني، على العكس، بدأ الشوط الثاني بهدف مباغت بعد 41 ثانية فقط، وواصل الفريق التماسك رغم عودة السيتي بالتعادل مرتين، واستطاع لاعبوه تقديم شوطين إضافيين على أعلى مستوى بدني وتركيزي.

قراءة إنزاغي.. ومفاجآته في التشكيل
أظهر سيموني إنزاغي ذكاءً لافتًا في قراءة طريقة بيب جوارديولا، حيث لم يحاول مجاراته في الاستحواذ أو البناء، بل اختار قتل المباراة بإيقاعه الخاص، جاءت التبديلات متزنة، خصوصًا دخول ميشايل ولوتشيانو في الأوقات الحاسمة.

لم يمنح الهلال السيتي الوقت الكافي لاختراق دفاعاته بسهولة، حيث ترك الكرة لأكثر لحظات المباراة، لكنه في المقابل كان الأكثر فاعلية عند الهجوم.

الهلال انتصر لأنه لم يلعب مباراة جماهيرية فقط، بل مباراة مدروسة تكتيكيًا، استثمر فيها كل نقاط قوته، ونجح في الحد من خطورة خصمه، مواجهة فلومينينسي القادمة ستكون أصعب، لكن ما فعله أمام السيتي يُعطي الزعيم ثقة وتاريخًا جديدًا يُكتب في سجلات الكرة السعودية والآسيوية.